كانت قرينة الحال تحيره بقي على الأمر العرفي الذي يشهد له بمكارم الأخلاق ولذلك قال ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين فهو واقف مع حكم الله وهكذا المؤمن الكامل الايمان ما هو مع الناس وإنما هو مع ما يحكم الله به عليه على لسان رسوله ص الذي بالإيمان به ص ثبت الايمان له فإن النبي ص يقول في حق من يؤمن بالله ويؤمن بي وبما جئت به وما بعثه الله تعالى إلا ليتمم مكارم الأخلاق فأحواله كلها مكارم أخلاق فهو مبين لها بالحال وهو أتم وأعدل وأمضى في الحكم من القول فإن الحق له نزول إلى عباده * وما لنا نحوه عروج فإنه لم يزل عليا * يجهله العالم المريج من ليس في حيز تراه * فلا ولوج ولا خروج ونحن في حيز ووقت * يصح فيه لنا الولوج لاح بأرض الجسوم عنه * من كل شئ زوج بهيج فنسبة المؤمن الكامل والرسول إلى الخلق نسبة ليلة القدر إلى الليالي وما أراد بألف شهر توقيتا بل أراد أنها خير على الإطلاق من جميع ليالي الزمان في أي وجود كان إذا بدا فيك كل أمر * فأنت خير من ألف شهر في ليلة ما لها صباح * يذهبها منك نور فجر ما الروح في كونها سوائي * يا ليلة القدر فيك قدري في ليلة القدر من وجودي * ينزل الحق كل أمر فكان مما نزل وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه وما جعله في ذلك إلا قوله ص لو كنت أنا بدل يوسف لأجبت الداعي يعني داعي الملك لما دعاه إلى الخروج من السجن فلم يخرج يوسف حتى قال ارجع إلى ربك يعني العزيز الذي حبسه فاسأله ما بال النسوة ليثبت عنده براءته فلا تصح له المنة عليه في إخراجه من السجن بل الله يمن عليكم إذ لو بقي الاحتمال لقدح في عدالته وهو رسول من الله فلا بد من عدالته أن تثبت في قلوبهم فلذلك كانت الخشية حتى لا ترد دعوة الحق فابتلى الله نبيه ص بنكاح زوجة من تبناه وكان لو فعله عند العرب مما يقدح في مقامه وهو رسول الله فأبان الله لهم عن العلة في ذلك وهو رفع الحرج عن المؤمنين في مثل هذا الفعل ثم فصل بينه وبينهم بالرسالة والختم فكان من الله في حق رسول الله ص ما كان من يوسف حين لم يجب الداعي فهذا من هدى الأنبياء الذي قال فيه لرسوله ص حين ذكر الأنبياء ع أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده فلو كان رسول الله ص في الحال الذي كان فيه يوسف ع ما أجاب الداعي ولقال مثل ما قال يوسف فما قال لو كنت أنا لأجبت الداعي إلا تعظيما في حق يوسف كما قال نحن أولى بالشك من إبراهيم ولم يكن في شك لا هو ولا إبراهيم من الشك الذي يزعمونه الذي نفاه رسول الله ص فإنه لو شك إبراهيم لكان محمد أولى بالشك منه فإنه مأموران يهتدي بهداهم فالرسل والمؤمنون الكمل ما هم واقفون مع ما يعطيهم نظرهم وإنما يقفون مع ما يأتيهم من ربهم والذي يأتيهم من الله قد يكون كما قلنا أمرا وعرضا فالأمر معمول به ولا بد وفي العرض التخيير كما قررنا وأما حالهم في معرفتهم بالله فكما قلنا في قصيدة لنا معارف الحق لا تخفى على أحد * إلا على أحد لا يعرف الأحدا (وكما قلنا) إذا كان مشهودي هو الكيف والكم * فما ذاك إلا الوهم ما ذلك العلم بما هو عين الأمر في عين ذاته * وهل يتجلى الحق فيما له كم فما هو حق في الحقيقة واضح * ولكنه حق عليه بنا ختم
(١٨١)