فهي له باقية فهو خير وأبقى لأن له الحكم في عين الوجود والحكم لا يزال باقيا فهو خير وأبقى ممن هو منه خير وأبقى في هذا الحكم لما أعطى من العلم بنفسه للعالم به والله خير وأبقى لأنه لولا بقاء عينه ما كان لحكم هذا الممكن فيما يظهر فهو خير وأبقى ممن هو عنده خير وأبقى فخير وأبقى ممن هو خير وأبقى فعندية الحق ما عندها * سوانا وما عندنا من سواه فخيرية الحق مشهودة * وخيرية الكون ما لا نراه فلما حمانا أرانا حمانا * فلما رأيناه كنا حماه فمنه إلينا ومنا إليه * فعين ضلالتنا من هداه فللعبد في ذا وذاك الذي * رأيناه من حكمه ما نواه فأعيان العالم محفوظون في خزائنه عنده وخزائنه علمه ومختزنه نحن فنحن أثبتنا له حكم الاختزان لأنه ما علمنا إلا منا فكان طريقا وسطا بين شيئية ثبوتنا وشيئية وجودنا فإذا أراد أن ينقلنا إلى شيئية وجودنا أمرنا عليه فاكتسبنا الوجود منه فظهرنا بصورته في شيئية وجودنا وصورته ما نحن عليه في شيئية ثبوت فإن علمه عين ذاته وإنما سمي علما لتعلقه بالمعلوم والتعلق محبة فلو كان العدم وسطا بين شيئية الثبوت وشيئية الوجود لكان إذا أراد إيجادنا مر بنا على العدم فاكتسبنا منه نفي شيئية الثبوت فلم نوجد لا في الثبوت ولا في الوجود فلذلك لم يكن لنا طريق إلا على وجود الحق لنستفيد منه الوجود فتفهم هذا الترتيب فإنه نافع مفيد فإنه يعطيك العلم بحكم المواطن وأنها تحكم بنفسها في كل من ظهر فيها فمن مر على موطن انصبغ به والدليل الواضح في ذلك رؤيتك الله تعالى في النوم وهو موطن الخيال فلا ترى الحق فيه إلا في صورة جسدية كانت تلك الصورة ما كانت فهذا حكم الموطن قد حكم عليك في الحق إنك لا تراه إلا هكذا كما إنك إذا دخلت موطن النظر العقلي وخرجت عن خزانة الخيال وموطنه لم تدرك الحق تعالى إلا منزها عن الصورة التي أدركته فيها في موطن الخيال وإذا كان الحكم للموطن عرفت إذا رأيت الحق ما رأيت وأثبت ذلك للموطن أعني ذلك الحكم حتى يبقى الحق لك مجهولا أبدا فلا يحصل لك منه علم في نفسك إلا بتوحيد المرتبة له وأما إن تعلم ذاته فمحال ذلك لأنك ما تخلو عن موطن تكون فيه يحكم عليك ذلك الموطن بأن لا ترى الحق إلا به فإنك تفارق ما أعطاك من العلم به في موطن آخر فتحكم على الحق في كل موطن بحكم ما هو عين الحكم الذي حكمت به عليه في الموطن الذي قبله فتعرف عند ذلك إنك ما تعرفه من حيث يعرف نفسه وهذا غايتنا من العلم به تعالى فما عندنا منه في موطن ينفد في موطن آخر فما عندنا ينفد وما عند الله باق من علمه بنفسه لا يتغير ولا يتبدل ولا يتنوع لنفسه في نفسه بتنوع المواطن فإن المواطن تنوعها لذاتها ولو لم تتنوع لكانت موطنا واحدا كما أن الأسماء لو لم تختلف معانيها لكانت اسما واحدا كما هي واحد من حيث مسماها في مثل قوله قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن هذا من حيث المسمى فإنه قال أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى فوحد لما أراد المسمى ولم يراع اختلاف الحقائق التي تدل عليه ألفاظ هذه الأسماء الحسنى فإن لم تعلم قوله ما عندكم ينفد وما عند الله باق على ما أعلمتك به فما علمت إلا صورة صحيحة لا روح لها فإذا علمت الأمر كما أعلمتك به نفخت في تلك الصورة الظاهرة روحا تحيي به فكنت خالقا داخلا في جملة من وصف الله نفسه بالفضل عليه في ذلك فقال تعالى تبارك الله أحسن الخالقين فأثبتك وكل من أنشأ صورة بغير روح فذلك هو المصور الذي يعذب بما صوره يوم القيامة بأن يقال له هنالك أحي ما خلقت وليس بمحيي ويقال له أنفخ فيها روحا وليس بنافخ وهذا من حكم الموطن لأن ذلك الموطن أعني موطن يوم الحشر يعطي ظهور عجز العالم عما كان ينسب إليه في موطن الدنيا من الاقتدار عليه كان عيسى ع ينفخ في الطائر الذي خلقه روحا فيكون طائرا بالصورة والمعنى وقيل ليس إلا صورة طائر لا طائرا ولذلك قال عز وجل كهيئة الطير ما قال طيرا حتى حصل فيه الروح وقد ثبت عندنا عن ذي النون المصري أنه أحيى ابن العجوز بإذن الله الذي التقمه التمساح وأن أبا يزيد أحيى النملة بإذن الله كما إن موطن الخيال يعطي في أعين الناظرين حياة الجمادات وحركتها وهي في نفسها ليست بتلك الحياة التي تدركها الأبصار كحبال سحرة موسى ع
(١٠٨)