المبغوضية الفعلية عدم الحرمة الفعلية، وأصالة البراءة يقتضي عدم فعلية الحرمة لا عدم فعلية المبغوضية بل الصحيح أن أصالة البراءة لا تجدي في العبادة نظرا إلى ما قدمناه من أن المبغوضية الفعلية تنافي المحبوبية الفعلية وما لم يكن محبوبا بالفعل لا يصدر قريبا.
والجواب ما قدمناه مفصلا فإنه لو صحت العبادة في صورة الجهل والنسيان مع الغلبة المحرزة الموجبة الفعلية المبغوضية فمع الشك في المبغوضية بالأولوية والغفلة عن المبغوضية وإن كانت تفارق الالتفات المصحح للشك لكنها يناط بها قصد التقرب لا صدور العمل قريبا وصلوح الصادر للقربية إما أن يدور مدار عدم المبغوضية واقعا فلا تصح الصلاة مطلقا، ولو مع الجهل و النسيان، وإما أن لا يدور مداره فيصح الصلاة ولو مع الالتفات واحتمالها.
ثم إنك قد عرفت سابقا وجه مانعية المبغوضية عن صلوح الفعل للقربية، و هو عدم المحبوبية المضادة للمبغوضية فكيف يكون مأمورا به مع عدم محبوبيته لا من حيث عدم الحسن الفعلي حق يجاب كما في هامش الكتاب بأنه لا يجب في صدور العمل قريبا وصيرورته عباديا كونه راجحا بذاته كيف وجل العبادات يمكن أن لا يكون راجحات بالذات.
نعم يعتبر في المقربية أن لا يقع منه مبغوضا عليه، هذا وقد عرفت ملاك الاشكال وجوابه، ولا يعتبر أن لا يقع مبغوضا عليه، في القربية بل أن لا يكون مبغوضا وإلا فمعنى صدوره مبغوضا عليه هو تأثيره في البعد والعقوبة، وقد مر أن عدم المقربية لا يتوقف على عدم المبعدية بل على عدم المحبوبية أيضا فراجع ما قدمناه إشكالا وجوابا.
قوله: ما لم يفد القطع الخ: ولا يفيد القطع إلا بأحراز تغليب الحرمة على الوجوب في جميع الموارد حتى يقطع بواسطة مشاهدة جميع الجزئيات أن الحكم مرتب على الكلي بما هو كلي وحينئذ فلا ثمرة عملية له إذ لا مشكوك حينئذ حتى يجد به الاستقراء القطعي.