يلزم منه إثبات صفة في النفس وهو وإن كان وجيها من حيث أنه إلتزام بالمغايرة مع عدم لزوم وما التزمت به الأشاعرة إلا أن ذلك أجنبي عن القول بالعينية والاتحاد، كيف وصريح العلامة - ره (1) - في جملة من كتبه، وغيره في غيرها أن الطلب الذي هو مدلول صيغ الأمر هي الإرادة، ولذا التزموا بأن الأمر في الإرادة فيه صوري، وهذا دليل على أن مرادهم من العينية هي العينية مفهوما ومصداقا وإنشاء، لا أن مدلول الأمر نفس الإرادة الخارجية وأنها عين الطلب حتى يقال بأنه غير معقول وأن مرادهم مجرد عدم ثبوت صفة في النفس غير الإرادة من دون نظر إلى أنها عين الطلب في الخارج وتتمة الكلام فيما بعد.
قوله: فيرجع النزاع لفظيا فافهم الخ: قد عرفت أن هذا البحث من تبعات البحث عن الكلام النفسي وأن الأشاعرة يدعون ثبوت صفة أخرى في النفس في قبال الإرادة، وسائر الصفات الأخر تصحيحا لكلامه تعالى حيث أرادوا إثبات قدمه وقيامه بذاته تعالى فكيف يعقل الاكتفاء في المغايرة بالمغايرة بين الحقيقي والانشائي إلا أن يقال أن الأشاعرة يزعمون أن الإنشاء إيجاد أمر في النفس فيصح دعوى المغايرة وإثبات أمر آخر غير الإرادة قائما بالنفس، غاية الأمر أنهم أخطئوا في حقيقة الانشاء فلا نزاع واقعا إلا في حقيقة الوجود الانشائي وهو غير هذا النزاع.
قوله: لا يخفى أنه ليس غرض الأصحاب والمعتزلة الخ: قد مر غير مرة أن الباعث على هذا البحث للأشاعرة تصحيح كلامه تعالى وجعله صفة قائمة بذاته قديما بقدمه في قبال اللفظي، وإلا لم ينقسم الكلام إلى لفظي ونفسي وكان الإتعاب في إثباته لغوا محضا لكن الأصحاب والمعتزلة لم يلزمهم في مقام