إلى الثاني.
قال في النهاية: إذا عقد لها على جارية مدبرة له ورضيت المرأة به ثم طلقها قبل الدخول بها كان لها يوم من خدمتها، وله يوم، فإذا مات المدبر صارت حرة ولم يكن لها عليها سبيل، وإن ماتت المدبرة وكان لها مال كان نصفه للرجل ونصفه للمرأة. ونحو كلام ابن البراج في كتابيه المهذب والكامل.
وقال ابن إدريس: الذي يقتضيه أصول المذهب أن العقد على هذه المدبرة صحيح وتخرج عن كونها مدبرة وتستحقها المرأة لأن التدبير وصية، ولو أوصى ببعض أملاكه ثم أخرجه عن ملكه قبل موته بطلت وصيته، والمدبرة هنا قد أخرجها بجعلها مهرا إلى أن قال: اللهم إلا أن يكون التدبير والمذكور واجبا على وجه النذر لا رجوع لمدبر فيه، فيصح ما قاله شيخنا رحمه الله واعترضه العلامة في المختلف ببطلان جعلها مهرا حينئذ، قيد بقاء التدبير بما لو شرط إبقاء التدبير فإنه يكون لازما لعموم (1) (المؤمنون عند شروطهم) ولأنه كشرط العتق في البيع ونحوه.
إذا عرفت ذلك فاعلم أن مستند الشيخ فيما ذهب إليه في النهاية هو ما رواه عن المعلي بن خنيس (2) (قال: سئل أبو عبد الله عليه السلام وأنا حاضر عن رجل تزوج امرأة على جارية له مدبرة قد عرفتها المرأة وتقدمت على ذلك وطلقها قبل أن يدخل بها، قال: فقال: أرى للمرأة نصف خدمة المدبرة، يكون للمرأة يوم في الخدمة، يكون لسيدها الذي كان دبرها يوم في الخدمة، قيل هل: فإن ماتت المدبرة قبل المرأة والسيد، لمن يكون الميراث؟ قال: يكون نصف ما تركت