* (إنه لقول رسول كريم * وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون * ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون * تنزيل من رب العالمين * ولو تقول علينا بعض الأقاويل * لاخذنا منه باليمين * ثم لقطعنا منه الوتين * فما منكم من أحد عنه حاجزين) * (1).
* (وقالوا يا أيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون * لوما تأتينا بالملائكة إن كنت من الصادقين * ما ننزل الملائكة إلا بالحق وما كانوا إذا منظرين) * (2).
* (ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون * بل جاء بالحق وصدق المرسلين) * (3).
* (وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين) * (4).
* (اقتربت الساعة وانشق القمر * وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر) * (5).
* (ثم أدبر واستكبر * فقال إن هذا إلا سحر يؤثر (6) *.
* (كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون) * (7).
التفسير:
عن ابن عباس قال: قالت قريش: إن القرآن ليس من عند الله وإنما يعلمه بلعام، وكان قينا بمكة روميا نصرانيا، وقال الضحاك: أراد به سلمان، وقال مجاهد: عبدا لبني الحضرمي يقال له: يعيش، فنزل: * (ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر...) * (8).
وقال العلامة الطباطبائي في تفسير الآية ما نصه:
قوله تعالى: * (ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر) * افتراء آخر منهم على النبي (صلى الله عليه وآله) وهو قولهم: * (إنما يعلمه بشر) * وهو - كما يلوح إليه سياق اعتراضهم وما ورد في الجواب عنه - أنه كان هناك رجل أعجمي غير فصيح في منطقه عنده شئ من معارف الأديان وأحاديث النبوة ربما لاقاه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، فاتهموه بأنه يأخذ ما يدعيه وحيا منه والرجل هو الذي يعلمه، وهو الذي حكاه الله تعالى من قولهم: * (إنما يعلمه بشر) * وفي القول إيجاز، وتقديره:
إنما يعلمه بشر وينسب ما تعلمه منه إلى الله افتراء عليه، وهو ظاهر.
ومن المعلوم أن الجواب عنه بمجرد أن لسان الرجل أعجمي والقرآن عربي مبين لا يحسم مادة الشبهة من أصلها، لجواز أن يلقي إليه المطالب بلسانه الأعجمي ثم يسبكها هو (صلى الله عليه وآله وسلم) ببلاغة منطقه في قالب العربية الفصيحة، بل هذا هو الأسبق إلى الذهن من قولهم: * (إنما يعلمه بشر) * حيث عبروا عن ذلك بالتعليم دون التلقين والإملاء، والتعليم أقرب إلى المعاني منه إلى الألفاظ.
وبذلك يظهر أن قوله: * (لسان الذي يلحدون إليه - إلى قوله - مبين) * ليس وحده جوابا