وأيضا: الوضوء عبادة يبطلها الحدث، فيجب فيه الترتيب كالصلاة (1).
وأيضا: فهي عبادة يرتبط بعضها ببعض، يفسد أولها بفساد آخرها، فيجب فيه الترتيب كالصلاة.
وأيضا: فهي عبادة ترجع إلى شطرها حال العذر، فيجب فيها الترتيب كالصلاة.
وأيضا: فهي عبادة تجمع أفعالا مختلفة الصفة مرادة للصلاة ومتقدمة عليها، فلا يعتد بها مع عدم الترتيب كالأذان.
احتج: أبو حنيفة بأنه تعالى أمر بالطهارة، وعطف بالواو، وهي لا تقتضي الترتيب (2) فلو شرطناه كان نسخا، وبما روي، عن علي عليه السلام أنه قال: (ما أبالي بأي أعضاء بدأت) (3).
وقال ابن مسعود: لا بأس أن تبدئ برجليك قبل يديك في الوضوء (4).
والجواب عن الأول، بالمنع من كون الواو لا تقتضي الترتيب وقد بيناه (5) سلمنا، لكن النسخ إنما يلزم لو قلنا إنها تقتضي عدم الترتيب، أما إذا قلنا إنها لا تقتضي الترتيب لم يكن منافيا لوجوب الترتيب بدليل آخر. قوله: الزيادة على النص نسخ، قلنا: ممنوع.
وعن الثاني: أنه معارض بما روي، عن علي عليه السلام من وجوب الترتيب (6)، وحديث ابن مسعود قال علماء الجمهور: لا يعرف له أصل (7).