تعالى، فالنظر ها هنا يتعلق بماهيته، ووقته، وأحكامه، فها هنا مباحث:
البحث الأول قد عرفت أن الحيض هو الدم الأسود العبيط الحار يخرج بقوة ودفع غالبا والعبيط، هو الطري وبه قال الشافعي (1). وقال أبو حنيفة: ما عدا البياض الخالص حيض (2). وهو حق إن كان في زمن العادة.
لنا: ما رواه الجمهور، عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: (دم الحيض عبيط أسود ومحتدم) (3) والمحتدم: الحار كأنه محترق، يقال: احتدم النهار إذا أشتد حره.
ومن طريق الخاصة: ما رواه الشيخ في الحسن، عن حفص بن البختري قال:
دخلت على أبي عبد الله عليه السلام امرأة سألته عن المرأة يستمر بها الدم فلا تدري حيض هو أو غيره؟ قال: فقال لها: (إن دم الحيض حار عبيط أسود له دفع وحرارة، ودم الاستحاضة أصفر بارد، فإذا كان للدم حرارة ودفع وسواد فلتدع الصلاة) قال:
فخرجت وهي تقول: والله لو كان امرأة ما زاد على هذا (4).
وروي في الصحيح، عن معاوية بن عمار قال: قال أبو عبد الله عليه السلام:
(إن دم الاستحاضة والحيض ليسا يخرجان من مكان واحد، إن دم الاستحاضة بارد، ودم الحيض حار) (5).