والجواب عن الأول: أنا نسلم أنها كانت ذات أيام معروفة، لكن تلك المعروفة قد زالت فصار وجودها كالعدم.
وعن الثاني: أن الأمر يحتمل الندبية. على أنه إنما روي، عن الزهري، وأنكره الليث بن سعد فقال: لم يذكر ابن شهاب أن رسول الله صلى الله عليه وآله أمر أم حبيبة أن تغتسل لكل صلاة ولكنه شئ فعلته هي (1).
الرابع: هذه والمبتدئة والمضطربة تتخير في الأيام أيها شاءت جعلتها أيام حيضها، لأن تخصيص بعض الأزمنة هنا بها ترجيح من غير مرجح.
وقيل: أنها تتحيض في أول الشهر لقوله عليه السلام (تصلي عشرين يوم) ثم قال: (وتصلي سبعة وعشرين يوما) (2) ولا دلالة فيه، إذ مع اختيارها للثلاثة الأخيرة مثلا تصلي سبعة وعشرين يوما، وكذا لو اختارت الوسطى.
الخامس: إذا رد بناؤها إلى الثلاثة دائما أو في أحد الشهرين، فالثلاثة حيض بيقين والزائد عن العشرة طهر بيقين، وما بين الثلاثة إلى العشرة هل هو طهر بيقين أو مشكوك فيه؟ فيه احتمال، فعلى الأول لا تحتاط في الأيام الزائدة على العادة، وذات التمييز بعد وجود اللون الضعيف. وعلى الثاني: تحتاط فلا يقربها زوجها وتصلي ولا تقضي صلاتها، لأنها إن كانت حائضا فلا قضاء، وإن كانت طاهرا فقد صلت، وتصوم وتقضي.
السادس: لو رد بناؤها إلى الستة أو السبعة، فثلاثة حيض بيقين، وما زاد على العشرة طهر بيقين، وما زاد على الثلاثة إلى الستة أو السبعة هل هو حيض بيقين أو مشكوك فيه؟ يحتمل الأول كالمعتاد في أيام عادتها، وذات التمييز في لون الدم