ومحمد بن الحسن، وأبو يوسف، والمزني، وداود (١).
لنا: قوله تعالى: ﴿فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين﴾ (2) وقد بينا أن الواو تقتضي الترتيب، ولأنه تعالى عقب إرادة القيام بالغسل، فيجب تقدمه على غيره، وكل من أوجب تقدم الغسل أوجب الترتيب، ولأنه تعالى ذكر هذه الأعضاء مرتبا فيجب غسلها مرتبا، ولأنه تعالى جعل غاية الغسل المنطوق المرافق، فيجب البدأة بالوجه.
أما المقدمة الأولى فلأنه قد اتفق محققوا الأدب على أن العامل في المعطوف هو الفعل الظاهر بتقوية حرف العطف، فلو قلنا بجعل (إلى) غاية في ذلك المقدر، لزم اعتبار وجوده من حيث الغاية واعتبار عدمه من حيث العطف، وفي ذلك تناف.
وما ورآه الجمهور من صفة وضوء رسول الله صلى الله عليه وآله (3)، فإن كل من حكاه إنما حكاه مرتبا، وهو مفسر لما في كتاب الله تعالى. وتوضأ مرتبا وقال: (هذا وضوء لا يقبل الله الصلاة إلا به) (4) أي: بمثله. ولأن الصحابة رتبوا، فإن عليا عليه السلام نقل عنه الترتيب (5) ولم ينكر عليه، فكان إجماعا.