إن تقدير وجود المقدم تقديره بلوازمه فيكون وجوده على حسب وجود مقدمه وإلا فمن البين أن النسبة الحقيقية لا تقوم بوجود تحقيقي، ووجود تقديري، و من الواضح أن وجود النهار تحقيقا يلازم طلوع الشمس تحقيقا لا تقديرا وليس مفاد القية الشرطية إلا إثبات هذه الملازمة كشفا وحكاية أما استقالا كما عند علماء الميزان أو تبعا للحكم بثبوت المحمول لموضوع التالي على فرض كما عند غيرهم.
فان: قلت: أن الملازمة والتعليق عبارة عن إناطة البعث بما هو موجود في لحاظ الأمر ولو بنحو المرآتية لها في الخارج فينتزع التقيد والتعليق والملازمة لا بمعنى فرض الوهم بل المولى يلاحظ المجيئ الخارجي، ويقدر وجوده في لحاظه، واعتباره (1) وفي هذا الفرض يبعث حقيقة نحو الأكرام مثلا فمن البعث نحو الأكرام في فرض مجيئ زيد الذي لا وجود لا إلا في ظرف اللحاظ و الاعتبار ينتزع التقيد والارتباط الحاصلان جعلا بايجاد البعث في هذا الفرض.
توضيحه: أن دخل المجيئ في مصلحة البعث الحقيقي وإن كان واقعيا إلا أن ملازمته للبعث جعلية ضرورة أنه لولا الانشاء بداعي البعث لم يكن وجود المجئ ملازما لوجود البعث بل المولى حيث إنه جعل البعث المرتب على مجئ زيد كان ذلك منه جعلا للملازمة والملازمة الفعلية تستدعي طرفين فعليين في ظرف الملازمة فلا بد من القول بالبعث الفعلي حال جعل الملازمة والالتزام بقيدية المجيئ المقدر وجوده.
قلت: إن كان المجيئ المقدر وجوده ملحوظا بنفسه، وقيدا بشخصه فلا محالة يتحقق البعث الحقيقي، ولا دخالة للمجئ في البعث إلا بوجوده اللحاظي بما هو كك فلا موجب لترتب وجود المجيئ خارجا لا في وجود البعث تحقيقا ولا في ترتب آثاره عليه إذ لا حالة منتظرة لشئ هناك، وإن كان