التعرب بعد الهجرة وقذف المحصنة والفرار من الزحف وعن عبد الله بن سنان انه سمعه صلى الله عليه وآله يقول إن من الكباير عقوق الوالدين واليأس من روح الله والامن من مكر الله وعن عبد الرحمن بن كثير انه عليه السلام قال إن الكباير من الذنوب سبع فينا أنزلت ومنا استحلت فاولها الشرك بالله العظيم وقتل النفس التي حرم الله وأكل مال اليتيم وعقوق الوالدين وقذف المحصنة والفرار من الزحف وانكار حقنا وعن أبي خديجة عنه عليه السلام الكذب على الله وعلى رسوله وعلى الكبائر من الأوصياء وفي خبر السكوني عن علي عليه السلام المنكر من الكبائر والحيف في الوصية من الكبائر وعن ابن محبوب قال كتب بعض أصحابنا إلى أبي الحسن عليه السلام يسئله من الكباير ما هي وكم هي فكتب الكبائر من اجتنب ما وعد الله عليه النار كفر عنه سيئاته إذا كان مؤمنا والسبع الموجبات قتل النفس الحرام وعقوق الوالدين وأكل الربا والتعرب بعد الهجرة وقذف المحصنة و اكل مال اليتيم والفرار من الزحف ومرسل ابن أبي عمير عن الصادق عليه السلام قال وجدنا في كتاب علي عليه السلام الكبائر خمسة الشرك وعقوق الوالدين وأكل الربا بعد البينة والفرار من الزحف والتعرب بعد الهجرة وعن عبيد بن زرارة سئله عليه السلام عنها فقال هو خمس وهو ما أوجب الله عليهم النار وقال الله تعالى ان الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما انما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا وقال يا أيها الذين امنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الادبار (الخ) وقال عز وجل يا أيها الذين امنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا ان كنتم مؤمنين ورمى المحصنات الغافلات المؤمنات وقتل مؤمن متعمدا على دينه وقال عليه السلام في خبر عبد العظيم بن عبد الله لعمرو بن عبيد الله البصري أكبر الكبائر الشرك بالله تعالى يقول الله ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ويقول الله عز وجل انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار وبعده اليأس من روح الله لان الله يقول لا يبأس من روح الله (انه لا ييئس من روح الله صح) الا القوم الكافرون ثم الامن من مكر الله لان الله يقول ولا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون ومنها عقوق الوالدين لان الله عز وجل جعل العاق جبارا شقيا في قوله تعالى وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا وقتل النفس التي حرم الله الله الا بالحق لان الله تعالى يقول ومن قتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها إلى اخره وقذف المحصنات لان الله تعال يقول إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم وأكل مال اليتيم ظلما لقول الله تعالى ان الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما انما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا و الفرار من الزحف لان الله يقول ومن يولهم يومئذ دبره الا متحرفا لقتال أو متخير إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المغير واكل الربا لان الله تعالى يقول الذين يأكلون الربا لا يقومون الا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ويقول الله تعالى يا أيها الذين امنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا ان كنتم مؤمنين فإن لم تفعلوا فاذنوا بحرب من الله ورسوله والسحر لان الله تعالى يقول ولقد علموا لمن اشتريه ماله في الآخرة من خلاق والزنا لان الله تعالى يقول ومن يفعل ذلك يلق آثاما يضاعف له العذاب يوم القيمة ويخلد فيه مهانا الا من تاب وأمن الآية واليمين الغموس لان الله يقول إن الذين يشترون بعهد الله وايمانهم ثمنا قليلا أولئك لأخلاق لهم في الآخرة والغلول قال الله تعالى ومن يغلل يأت بما غل يوم القيمة ومنع الزكاة المفروضة لان الله عز وجل يقول يوم يحمي عليها في نار جهنم فتكوي بها جباهم (الخ) وشهادة الزور وكتمان الشهادة لان الله عز وجل يقول ومن يكتمها فإنه اثم قلبه وشرب الخمر لان الله عز وجل عدل بها عبادة الأوثان وترك الصلاة متعمدا أو شيئا مما فرض الله عز وجل لان رسول الله صلى الله عليه وآله قال من ترك الصلاة متعمدا فقد برء منه ذمة الله وذمة رسول الله صلى الله عليه وآله ونقض العهد وقطيعة الرحم لان الله عز وجل يقول أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار ولم يستدل لنقض العهد لعلم المخالف أو لدخوله فيما قدمه من قوله تعالى ان الذين يشترون بعهد الله الآية ان أريد به العهد مع الله وان أريد به العهد مع الناس فلنحو قول علي عليه السلام في خبر دار أن وهشام بن سالم لولا أن المنكر والخديعة في النار لكنت أمكر العرب وفي خبر الأصبغ الاوان العذر والفجر والخيانة في النار ويمكن تعميم عبد الله لكل عهد ولم يستدل الشهادة الزور أيضا وعن النبي صلى الله عليه وآله من شهد شهادة زور على رجل مسلم أو ذمي أو من كان من الناس علق بلسانه يو ما لقيمة وهو مع المنافقين في الدرك الأسفل من النار وعنه صلى الله عليه وآله من كتم شهادة (أو أشهد صح) بها ليهدر بها دم امرء مسلم أو ليروى بها مال امرئ مسلم اتى يوم القيمة ولو جهة ظلمة مد البصر وفي وجهه كدوح يعرفه الخلائف باسمه ونسبه وعنه صلى الله عليه وآله عدلت شهادة الزور بالاشراك بالله قاله ثلاث مرات ثم تلا قوله تعالى فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور وقال الصادق عليه السلام في خبر هشام بن سالم شاهد الزور لا تزال قدماه حتى تجب له النار وفي خبر صالح بن ميثم ما من رجل شهد شهادة زور على مال رجل مسلم ليقطعه الا كتب الله له مكانه صكا؟
إلى النار ويظهر من اختلاف الاخبار ان تخصيص بعض الذنوب بالذكر في بعضها لكونها أكبر من غيرها وإن فإن كانت كباير ولذا روى عن ابن عباس انها إلى سبعمأة أقرب منها إلى سبع وفي رواية عنه إلى سبعين وعن النبي صلى الله عليه وآله الكبائر سبع أعظمهن الاشراك بالله وقتل النفس المؤمن وأكل الربا وأكل مال اليتيم وقذف المحصنة وعقوق الوالدين والفرار من الزحف فمن لقي الله سبحانه وهو برئ منهن كان معي في بحبوحته حبة مصاريعها من ذهب ولعل الضمير في منهن يعود إلى الكباير لا السبع ولعل السبع خبر أعظمهن و الجملة خبر الكباير وعنه صلى الله عليه وآله وسلم الا أنبئك بأكبر الكبائر فقالوا بلي يا رسول الله قال الاشراك بالله وعقوق الوالدين وقال متكاء فجلس ثم قال الا وقول أن؟ ور؟ قاله ثلثا وكذا يخرج المكلف عن العدالة بفعل الصغاير مع الاصرار فعلا بالاكثار منها بلا توبة أو حكما بالعزم على فعلها بعد الفراغ منها لما ورد عنهم صلى الله عليه وآله من قولهم لا صغيرة مع الاضرار ولا كبيرة مع الاستغفار وعن أبي بصير انه سمع الصادق عليه السلام يقول لا والله لا يقبل الله شيئا من طاعته على الاصرار على شئ من معاصيه وقال الباقر عليه السلام في خبر جابر الاصرار ان يذنب الذنب فلا يستغفر الله ولا يحدث نفسه بتوبة فذلك الاصرار وعن سماعة قال سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول لا تستكثروا كثير الخير ولا تستقلوا قليل الذنوب يجتمع حتى يكون كثيرا وفي خبر زياد عن الصادق عليه السلام ان رسول الله صلى الله عليه وآله نزل بأرض قرعاء (فقال لأصحابه أئتونا بحطب فقالوا يا رسول الله نحن بأرض قرعا صح) ما بها من حطب قال فليأت كل انسان بما قدر عليه فجاؤوا به حتى رموا به بين يديه بعضه على بعض فقال رسول الله صلى الله عليه وآله هكذا يجتمع الذنوب ثم قال إياكم والمحقرات من الذنوب فان لكل شئ طالبا الا وان طالبها يكتب ما قدموا واثارهم وكل شئ أحصيناه في امام مبين وعن أبي بصير انه سمع الباقر عليه السلام يقول اتقوا المحقرات عن الذنوب فان لها طالبا يقول احكم أحدكم أذنب استغفر الله عز وجل يقول سنكتب ما قدموا واثارهم (الخ) وبفعل الصغاير في الأغلب وان أظهر التوبة عنها كلما فعلها الدلالة على قلة المبالاة وعدم الاخلاص في التوبة ولا يقدح في العدالة النادر من الصغاير للجرح ان ردت شهادة من يواقع صغيرة في النادر ولأنه لا أحد ينفك من ذلك كذا في (ط) وقيل في (ئر) يقدح فيها النادر ولا جرح لامكان الاستغفار قال بعد ما حكى ما في (ط) هذا القول لم يذهب إليه (ره) الا في هذا الكتاب أعني المبسوط ولا ذهب إليه أحد من أصحابنا لأنه لا صغاير عندنا في المعاصي الا بالإضافة إلى غيرها وما خرجه واستدل به من أنه يؤدي إلى أن لا يقبل شهادة أحد لأنه لا أحد ينفك عن مواقعة بعض المعاصي فغير واضح لأنه قادر على التوبة عن ذلك الصغير فإذا تاب