وفيه أطراف:
الأول: في من يجب جهاده. وهم ثلاثة: البغاة على الإمام من المسلمين، وأهل الذمة وهم اليهود والنصارى والمجوس إذا أخلوا بشرائط الذمة، ومن عدا هؤلاء من أصناف الكفار.
وكل من يجب جهاده فالواجب على المسلمين النفور إليهم، إما لكفهم، وإما لنقلهم إلى الاسلام.
____________________
قوله: " وكل من يجب جهاده... الخ ".
غاية الكف يتحقق في البغاة، لأنهم مسلمون، فيطلب بجهادهم كفهم عن أهل الحق، ورجوعهم عن البغي. وفي باقي الكفار إذا لم يقدر على نقلهم إلى الاسلام، بأن كان فيهم قوة وقد قصدوا المسلمين بحيث لا يرجى نقلهم. وأما إذا كان في المسلمين قوة قصدوا بسببها الكفار رجاء نقلهم إلى الاسلام تحققت الغاية الأخرى. وقد يتحقق للجهاد غاية ثالثة، وهي التزامهم بشرائط الذمة.
ومما ذكرناه يعلم أن قولهم: " إما لكفهم وإما لنقلهم إلى الاسلام " ليس لفا ونشرا مرتبا، على أن يكون " لكفهم " للقسم الأول ممن يجاهد، و" لنقلهم " للقسمين الأخيرين، بناء على أن البغاة مسلمون، وإنما يطلب كفهم عن الخروج عن طاعة الإمام. وفي الحقيقة كل واحدة من الغايتين يمكن طلبها كل واحد من الأقسام، أما للقسمين الأخيرين فظاهر مما بيناه، وأما البغاة فإنهم عندنا كفار مرتدون، فقد
غاية الكف يتحقق في البغاة، لأنهم مسلمون، فيطلب بجهادهم كفهم عن أهل الحق، ورجوعهم عن البغي. وفي باقي الكفار إذا لم يقدر على نقلهم إلى الاسلام، بأن كان فيهم قوة وقد قصدوا المسلمين بحيث لا يرجى نقلهم. وأما إذا كان في المسلمين قوة قصدوا بسببها الكفار رجاء نقلهم إلى الاسلام تحققت الغاية الأخرى. وقد يتحقق للجهاد غاية ثالثة، وهي التزامهم بشرائط الذمة.
ومما ذكرناه يعلم أن قولهم: " إما لكفهم وإما لنقلهم إلى الاسلام " ليس لفا ونشرا مرتبا، على أن يكون " لكفهم " للقسم الأول ممن يجاهد، و" لنقلهم " للقسمين الأخيرين، بناء على أن البغاة مسلمون، وإنما يطلب كفهم عن الخروج عن طاعة الإمام. وفي الحقيقة كل واحدة من الغايتين يمكن طلبها كل واحد من الأقسام، أما للقسمين الأخيرين فظاهر مما بيناه، وأما البغاة فإنهم عندنا كفار مرتدون، فقد