من العبادة الذاتية هنا هو الذاتي بالمعنى الثاني فلا ينافي قبحه بالعرض فمثل التخضع للمولى بالركوع والسجود مما ينطبق عليه عنوان الاحسان للمولى و عنوان العدل حيث أن من شأن العبد أن يكون خاضعا لمولاه إلا أنه ما لم ينه عنه المولى لكونه في مكان لا يليق به أو في زمان لا يليق به أو في حال كك، وإلا انطبق عليه عنوان الإسائة إلى المولى وهتك حرمته وإن كان عنوان التخضع محفوظا في هذه الحال كمحفوظيته عنوان الكذب مع عروض عنوان الانجاء عليه بخلاف عنوان العدل والظلم فان أحدهما لا يعقل أن يكون معروضا للاخر ومحفوظا مع طرو الاخر.
قوله: بل إنما يكون المتصف بها ما هو من أفعال القلب الخ: فعل القلب وإن كان معقولا كما أوضحناه في محله والمآثم القلبية أيضا كك إلا أنه قد ذكرنا في بحث التجري أن عنوان التجري وهتك الحرمة من وجوه الفعل و عناوينه، وأن العبد بفعل ما أحرز أنه مبغوض المولى يكون هاتكا لحرمته، وإلا فمجرد العزم عليه عزم على هتك حرمته كك البناء على فعل ما لم يعلم أنه من الدين بعنوان أنه منه، وإن كان فعلا نفسيا وإثما قلبيا إلا أنه بناء على التصرف في سلطان المولى حيث أن تشريع الاحكام من شؤون سلطانه فبفعل ما لم يعلم أنه من الدين بعنوان أنه منه يكون هاتكا لحرمة مولاه، ومتصرفا في سلطانه.
فان قلت: مقام التشريع الذي هو من شؤون سلطانه تعالى مقام جعل الحكم لا مقام العمل حتى يكون العمل معنونا به ويكون تصرفا في سلطانه تعالى.
قلت: تشريعه تعالى هو بعثه وزجره وهو عبارة عن التسبب إلى إيجاد الفعل أو الترك في الخارج فالايجاد التسبيبي منه تعالى تفريع منه تعالى والتصرف في هذا السلطان بالإضافة إلى غير شخص المتصرف هو أمره للغير بعنوان أنه منه تعالى فيكون أمره الخارجي، وهو إيجاده التسبيبي تشريعا منه، وتصرفا في سلطانه تعالى، وأما بالإضافة إلى فعل نفسه فلا يتصور بعد البناء على التصرف في سلطانه تعالى إلا إيجاده المباشري بعنوان أنه منه تعالى بالتسبيب فمصداق