من الذهن والعين وهو مناط كون الشئ من لوازم الماهية فنفس وضع الماهية كافية في صحة انتزاعه منها، فلذا لا وجود له غير وجودها فلا جعل له غير جعلها، والجعل الواحد ينسب إلى الماهية بالذات، وإلى لازمها بالعرض بخلاف إرادة المقدمة فإنها بحسب الوجود غير إرادة ذيها لا أن إرادة واحدة متعلقة بذيها بالذات، وبها بالعرض، ومع تعدد الوجوب يجد تعدد الجعل فلا يعقل كون الوجوب المقدمي بالإضافة إلى الوجوب النفسي من قبيل لوازم الماهية التي لا اثنينية لها مع الماهية وجودا وجعلا.
نعم حيث إن الغرض الأصيل يدعو إلى إرادة ذي المقدمة أولا وبالذات، و إلى إرادة المقدمة ثانيا وبالتبع يطلق على جعل وجوب المقدمة أنه جعل بالتبع، وهو غير الجعل بالعرض الذي ينسب إلى لازم الماهية في قبال جعل الماهية، و إلى جعل الماهية في قبال جعل الوجود فتدبر فإنه حقيق به. هذا إن أريد الاشكال على أصل الجعل، وإن أريد الاشكال على اختيارية الايجاب المقدمي (1) حيث إنه لا يتمكن المولى من عدمه بعد إيجاب ذي المقدمة فقد