والمعلولية مما قضى البرهان بامتناع اجتماعهما في وجود واحد لا في مثل العالمية والمعلومية والمحبية والمحبوبية فإنهما يجتمعان في الواحد غير ذي الجهات كما لا يخفى، والحاكي والمحكي والدال والمدلول كاد (1) أن يكون من قبيل القسم الثاني حيث لا برهان على امتناع حكاية الشئ عن نفسه هذا.
ويمكن الخدشة في الجواب المزبور عن المحذور المذكور بأن إرادة شخص نفسه هنا على حد الإرادة المتعلقة بسائر الافعال الخارجية لا دخل لها بالإرادة المدلول عليها بالدلالة الكلامية ودلالته (2) على كون نفسه مرادا على حد دلالة سائر الأفعال الخارجية على القصد والإرادة وبالجملة إرادة شخص نفسه في قوة عدم إرادة ارائة شئ به، فلم يبق إلا كونه أمرا اختياريا ليتوقف صدوره على إرادته فتدبر جيدا.
ويمكن تصحيح ما في المتن بتقريب دقيق، وهو أن متعلق الإرادة والشوق كما سيجئ إنشاء الله في محله ليس هو الموجود الخارجي لان الشوق المطلق لا يوجد في النفس بل يوجد متقوما بمتعلقه، ولا يعقل أن يكون الخارج عن أفق النفس مقوما لما في النفس وليس هو الموجود الذهني أيضا لتبائن صفتي العلم والشوق وكل فعلية تأبى عن فعلية أخرى، بل المتعلق والمقوم لصفة الشوق نفس الماهية كما في صفة العلم، فالماهية موجودة في النفس بثبوت شوقي، كما توجد في الخارج بثبوت خارجي، وعليه فللمتكلم أن يقصد إحضار المعنى بما له من الثبوت في موطن الشوق بتوسطه بما له من الثبوت في موطن الخارج فالماهية الشخصية دالة بثبوتها الخارجي على نفسها الثانية بثبوت الشوقي.
نعم لابد من إرادة أخرى مقومة للاستعمال، وجعل اللفظ بوجودها الخارجي فانيا في اللفظ بوجودها الشوقي، وإلا فالإرادة المتقومة بنفس الماهية الشخصية كما ذكرنا مقومة لاختياريتها، ولا تكون دلالة الصادر عليها دلالة كلامية بل دلالة