فلما هداكم ضللتم؟ (1) ويلكم ألم تكونوا عميا فبصركم فلما بصركم عميتم؟ (2) ويلكم ألم تكونوا صما فأسمعكم فلما أسمعكم صممتم؟
ويلكم ألم تكونوا بكما فأنطقكم فلما أنطقكم بكمتم؟ (3) ويلكم ألم تستفتحوا فلما فتح لكم نكصتم على أعقابكم؟ ويلكم ألم تكونوا أذلة فأعزكم فلما عززتم قهرتم واعتديتم وعصيتم؟
ويلكم ألم تكونوا مستضعفين في الأرض تخافون أن يتخطفكم (4) الناس فنصركم وأيدكم فلما نصركم استكبرتم وتجبرتم؟ فيا ويلكم من ذل يوم القيامة كيف يهينكم ويصغركم؟ ويا ويلكم يا علماء السوء! إنكم لتعملون عمل الملحدين، وتأملون أمل الوارثين، وتطمئنون بطمأنينة الآمنين، وليس أمر الله على ما تتمنون وتتخيرون، بل للموت تتوالدون، وللخراب تبنون وتعمرون، وللوارثين تمهدون (5).
- عنه (عليه السلام): بحق أقول لكم: إن موسى (عليه السلام) كان يأمركم أن لا تحلفوا بالله صادقين ولا كاذبين، ولكن قولوا: لا، ونعم (6).
- عنه (عليه السلام): بحق أقول لكم: ماذا يغني عن الجسد إذا كان ظاهره صحيحا وباطنه فاسدا؟
وما تغني عنكم أجسادكم إذا أعجبتكم وقد فسدت قلوبكم؟ وما يغني عنكم أن تنقوا جلودكم وقلوبكم دنسة (7).
- عنه (عليه السلام): بحق أقول لكم: لا تكونوا كالمنخل يخرج الدقيق الطيب ويمسك النخالة، كذلك أنتم تخرجون الحكمة من أفواهكم ويبقى الغل في صدوركم (8).
- عنه (عليه السلام): بحق أقول لكم: ابدؤوا بالشر فاتركوه، ثم اطلبوا الخير ينفعكم، فإنكم إذا جمعتم الخير مع الشر لم ينفعكم الخير (9).
- عنه (عليه السلام): بحق أقول لكم: إن الذي يخوض النهر لابد أن يصيب ثوبه الماء وإن جهد أن لا يصيبه، كذلك من يحب الدنيا لا ينجو من الخطايا (10).
- عنه (عليه السلام): بحق أقول لكم: طوبى للذين يتهجدون من الليل، أولئك الذين يرثون النور الدائم، من أجل أنهم قاموا في ظلمة الليل على أرجلهم في مساجدهم يتضرعون إلى ربهم رجاء أن ينجيهم في الشدة غدا (11).
- عنه (عليه السلام): بحق أقول لكم: إن الدنيا خلقت مزرعة تزرع فيها العباد الحلو والمر والشر والخير، والخير له مغبة (12) نافعة يوم الحساب، والشر له عناء وشقاء يوم الحصاد (13).