المعرفة به، فهو الأول قبل كل شئ فلا شئ قبله، والفرد فلا ثاني له، والباقي لا إلى غاية، فاطر السماوات والأرض وما فيهما وما بينهما من شئ وهو الله اللطيف الخبير وهو على كل شئ قدير، ثم الإيمان بي والإقرار بأن الله تعالى أرسلني إلى كافة الناس بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه، وسراجا منيرا، ثم حب أهل بيتي الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا (1).
واعلم يا أبا ذر إن الله عز وجل جعل أهل بيتي في أمتي كسفينة نوح من ركبها نجى ومن رغب عنها غرق، ومثل باب حطة في بني إسرائيل من دخلها كان آمنا.
- يا أبا ذر احفظ ما أوصيك به تكن سعيدا في الدنيا والآخرة (2).
- يا أبا ذر نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ (3).
- يا أبا ذر اغتنم خمسا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك (4).
- يا أبا ذر إياك والتسويف بأملك، فإنك بيومك ولست بما بعده، فإن يكن غد لك فكن في الغد كما كنت في اليوم، وإن لم يكن غدا لم تندم على ما فرطت في اليوم (5).
- يا أبا ذر كم من مستقبل يوما لا يستكمله، ومنتظر غدا لا يبلغه (6).
- يا أبا ذر لو نظرت إلى الأجل ومسيره لأبغضت الأمل وغروره (7).
- يا أبا ذر كن كأنك في الدنيا غريب، أو كعابر سبيل، وعد نفسك من أصحاب القبور (8).
- يا أبا ذر إذا أصبحت فلا تحدث نفسك بالمساء، وإذا أمسيت فلا تحدث نفسك بالصباح، وخذ من صحتك قبل سقمك، ومن حياتك قبل موتك فإنك لا تدري ما اسمك غدا (9).
- يا أبو ذر إياك أن تدركك الصرعة عند العثرة، فلا تقال العثرة ولا تمكن من الرجعة، ولا يحمدك من خلفت بما تركت، ولا يعذرك من تقدم عليه بما اشتغلت به (10).
- أبو ذر: أوصاني خليلي (صلى الله عليه وآله) أن أنظر إلى من هو أسفل مني ولا أنظر إلى من هو فوقي، وأن أحب المساكين وأن أدنو منهم، وأن أصل رحمي وإن قطعوني وجفوني، وأن أقول الحق وإن كان مرا، وأن لا أخاف في الله لومة لائم، وأن لا أسأل أحدا شيئا، وأن أستكثر من لا حول ولا قوة إلا بالله، فإنها من كنز الجنة (11).
- أيضا -: أوصاني خليلي (صلى الله عليه وآله) بسبع:
بحب المساكين وأن أدنو منهم، وأن أنظر إلى من هو أسفل مني ولا أنظر إلى من هو فوقي، وأن أصل رحمي وإن جفاني، وأن أكثر من لا حول ولا قوة إلا بالله، وأن أتكلم بمر