- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن الله تعالى لا ينظر إلى أجسامكم، ولا إلى أحسابكم، ولا إلى أموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم، فمن كان له قلب صالح تحنن الله عليه (1).
- الإمام علي (عليه السلام): قدر الرجل على قدر همته، وعمله على قدر نيته (2).
- الإمام زين العابدين (عليه السلام): لاعمل إلا بنية (3).
- الإمام علي (عليه السلام): لا عمل لمن لا نية له (4).
- عنه (عليه السلام) - في وصيته لابنه الحسن (عليه السلام) -:
وأجمعت عليه من أدبك أن يكون ذلك، وأنت مقبل العمر، ومقتبل (5) الدهر، ذو نية سليمة، ونفس صافية (6).
التفسير:
قوله تعالى: * (قل كل يعمل على شاكلته فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا) * المشاكلة - على ما في المفردات - من الشكل وهو تقييد الدابة، ويسمى ما يقيد به شكا لا بكسر الشين، والشاكلة هي السجية، سمي بها لتقييدها الإنسان أن يجري على ما يناسبها وتقتضيه.
وفي المجمع: الشاكلة الطريقة والمذهب، يقال: هذا طريق ذو شواكل أي ينشعب منه طرق جماعة، انتهى. وكأن تسميتهما بها لما فيها من تقييد العابرين والمنتحلين بالتزامهما وعدم التخلف عنهما، وقيل: الشاكلة من الشكل بفتح الشين بمعنى المثل، وقيل: إنها من الشكل بكسر الشين بمعنى الهيئة.
وكيف كان فالآية الكريمة ترتب عمل الإنسان على شاكلته بمعنى أن العمل يناسبها ويوافقها، فهي بالنسبة إلى العمل كالروح السارية في البدن الذي يمثل بأعضائه وأعماله هيئات الروح المعنوية، وقد تحقق بالتجارب والبحث العلمي أن بين الملكات والأحوال النفسانية وبين الأعمال رابطة خاصة فليس يتساوى عمل الشجاع الباسل والجبان إذا حضرا موقفا هائلا، ولا عمل الجواد الكريم والبخيل اللئيم في موارد الإنفاق وهكذا، وأن بين الصفات النفسانية ونوع تركيب البنية الإنسانية رابطة خاصة، فمن الأمزجة ما يسرع إليه الغضب وحب الانتقام بالطبع، ومنها ما تغلي وتفور فيه شهوة الطعام أو النكاح أو غير ذلك بحيث تتوق نفسه بأدنى سبب يدعوه ويحركه، ومنها غير ذلك، فيختلف انعقاد الملكات بحسب ما يناسب المورد سرعة وبطء.
ومع ذلك كله فليس يخرج دعوة المزاج المناسب لملكة من الملكات أو عمل من الأعمال من حد الاقتضاء إلى حد العلية التامة بحيث يخرج الفعل المخالف لمقتضى الطبع عن الإمكان إلى الاستحالة ويبطل الاختيار، فالفعل باق على اختياريته وإن كان في بعض الموارد صعبا غاية الصعوبة.