العقبة صوت عال في جوف الليل: يا أهل مكة، هذا مذمم والصباة معه قد أجمعوا على حربكم، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) للأنصار: ألا تسمعون ما يقول! هذا أزب العقبة - يعني شيطانها - (1).
قال: وأما أمر الشجرة التي دعاها رسول الله (صلى الله عليه وآله) فالحديث الوارد فيها كثير مستفيض، قد ذكره المحدثون في كتبهم، وذكره المتكلمون في معجزات الرسول (صلى الله عليه وآله)، والأكثرون رووا الخبر فيها على الوضع الذي جاء في خطبة أمير المؤمنين، ومنهم من يروي ذلك مختصرا أنه دعا شجرة فأقبلت تخد إليه الأرض (2).
- عنه (عليه السلام): كنت مع النبي (صلى الله عليه وآله) بمكة فخرجنا في بعض نواحيها، فما استقبله جبل ولا مدر ولا شجر إلا وهو يقول: السلام عليك يا رسول الله (3).
- عنه (عليه السلام): لقد رأيتني أدخل مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) الوادي فلا يمر بحجر ولا شجر إلا قال: السلام عليك يا رسول الله، وأنا أسمعه (4).
- عنه (عليه السلام): حتى بعث الله محمدا (صلى الله عليه وآله) شهيدا وبشيرا ونذيرا خير البرية طفلا، وأنجبها كهلا، وأطهر المطهرين شيمة، وأجود المستمطرين ديمة (5).
- عنه (عليه السلام): اختاره من شجرة الأنبياء، ومشكاة الضياء، وذؤابة العلياء، وسرة البطحاء، ومصابيح الظلمة، وينابيع الحكمة (6).
- عنه (عليه السلام) - في ذكر النبي (صلى الله عليه وآله) -: حتى أورى قبسا لقابس، وأنار علما لحابس، فهو أمينك المأمون، وشهيدك يوم الدين، وبعيثك نعمة، ورسولك بالحق رحمة (7).
- عنه (عليه السلام) - أيضا -: حتى أورى قبس القابس، وأضاء الطريق للخابط، وهديت به القلوب بعد خوضات الفتن والآثام، وأقام بموضحات الأعلام، ونيرات الأحكام (8).
- عنه (عليه السلام) - أيضا -: فلقد صدع بما امر به، وبلغ رسالات ربه، فأصلح الله به ذات البين، وآمن به السبل، وحقن به الدماء، وألف به بين ذوي الضغائن الواغرة في الصدور، حتى أتاه اليقين (9).
- عنه (عليه السلام): لا عرض له أمران إلا أخذ بأشدهما (10).
- عنه (عليه السلام): ما برأ الله نسمة خيرا من محمد (صلى الله عليه وآله) (11).
- عنه (عليه السلام): ابتعثه بالنور المضئ، والبرهان الجلي، والمنهاج البادي، والكتاب الهادي.
أسرته خير أسرة، وشجرته خير شجرة، أغصانها