أما استحبابه، فلأنه طهر فيسن فيه التكرار، لقوله عليه السلام: (الطهر على الطهر عشر حسنات) (1).
وأما عدم الوجوب، فلما روي من قولهم عليهم السلام: تغتسل لكل صلاتين (2). ولا نعرف في ذلك خلافا بين علمائنا. وذهب بعض الجمهور إلى أنه يجب عليه الغسل لكل صلاة (3)، ورووه، عن علي عليه السلام، وابن عمر، وابن عباس، وابن الزبير (4)، وهو أحد قولي الشافعي في المتحيرة (5). ونحن نذهب إلى ما قاله الشافعي في المتحيرة، لما تقدم من الأحاديث (6). وقال بعضهم: تغتسل كل يوم غسلا (7).
احتج القائلون بوجوب التكرار عند كل صلاة: بأن النبي صلى الله عليه وآله أمر أم حبيبة لما استحيضت بالغسل لكل صلاة (8).
والجواب: إنه معارض بما تقدم من الأحاديث، ولأن الراوي عائشة فيحتمل أنها