وقال الشهيد في الذكرى (1) بعد أن اعترف بعدم النص عليه إلا ما روي عن النبي صلى الله عليه وآله بطريق غير معلوم " قدموا قريشا ولا تقدموهم " (2) نعم فيه إكرام لرسول الله صلى الله عليه وآله، إذ تقديمه لأجله نوع إكرام، وإكرام رسول الله صلى الله عليه وآله وتبجيله مما لا خفاء في أولويته.
وقد يستدل عليه بأنه أفضل، وتقديم المفضول قبيح عقلا (3).
ثم لو تشاح الأئمة، فالمنسوب إلى أكثر الأصحاب تقدم الأقرأ على الأفقه (4)، وتدل عليه رواية الجمهور عن النبي صلى الله عليه وآله: " يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله، فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة، فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم هجرة، فإن كانوا في الهجرة سواء فأقدمهم سنا " (5).
وما رواه أبو عبيدة الحذاء قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن القوم من أصحابنا يجتمعون فتحضر الصلاة فيقول بعضهم لبعض: تقدم يا فلان، فقال: " إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: يتقدم القوم أقرؤهم للقرآن، فإن كانوا في القراءة سواء فأقدمهم هجرة، فإن كانوا في الهجرة سواء فأكبرهم سنا، فإن كانوا في السن سواء فليؤمهم أعلمهم بالسنة وأفقههم في الدين، ولا يتقدمن أحدكم الرجل في منزله، ولا صاحب سلطان في سلطانه " (6).