(أو قدر مد البصر من الأرض تعويلا على الوضع) اللغوي المستفاد من الصحاح (1) وغيره. وربما يفهم من العبارة ونحوها: التردد في التفسير الأول، حيث نسبه إلى الشهرة، والثاني إلى أهل اللغة.
ويضعف بأن المراد بالشهرة هنا: الشهرة العرفية والعادية، لا الفتوائية حتى يفهم منها التردد في المسألة. وحينئذ فتقديمه على اللغة ذكرا يقتضي ترجيحه عليها كما صرح به في التنقيح، فقال: والمصنف ذكر التقديرين معا، وقدم العرفي على اللغوي لتقدمه عليه عند التعارض كما تقرر في الأصول (2).
وقال بعض مشائخنا: وإنما نسبه إلى الشهرة تنبيها على مأخذ الحكم، بناء على أن الرجوع إليها في موضوعات الأحكام وألفاظها من المسلمات (3).
أقول. وحيث انتفى الخلاف في هذا التقدير وجب الرجوع إليه وإن ورد في النصوص ما يخالفه من التقدير بألف وخمسمائة ذ راع، أو ثلاثة آلاف وخمسمائة ذراع، مع ضعف سندهما ومهجوريتهما ولا سيما الأول.
وقدر في المشهور الذراع: بأربع وعشرين إصبعا، والإصبع بسبع شعيرات متلاصقات بالسطح الأكبر، وقيل (4): ست، ولعل الاختلاف بسبب اختلافها. وعرض كل شعيرة بسبع شعرات من أوسط شعر البرذون.
وضبط مد البصر في الأرض بأنه: ما يتميز به الفارس من الراجل للمبصر المتوسط في الأرض المستوية. ولو وافق أحد هذين التقدير ين السير في بياض اليوم المعتدل قدرا وزمانا ومكانا على الأقوى فذاك، وإلا ففي ترجيحهما كما