ظاهر الصحاح المستفيضة اعتبار فعلية الاستيطان، وبقاؤه على الدوام كما هو ظاهر الشيخ (1) وجملة (2) ممن تبعه، بل ظاهر جماعة اعتبارها في كل سنة.
ففي جملة منها: كل منزل:، لا تستوطنه فليس ذلك بمنزل، فليس لك أن تتم (3).
ومنها: ما الاستيطان؟ فقال: أن يكون له فيها منزل يقيم ستة أشهر، فإن كان كذلك أتم متى دخلها (4). وبه يقيد إطلاق سابقه، مع أن المتبادر منه ما يوافقه، لعدم صدق الوطن على ما قصر عن استيطان الستة عادة فتأمل.
وكيف كان، فوجه ما ذكروه غير واضح، إلا أن يكون الصحيح: عن الدار تكون للرجل بمصر، أو الضعيفة فيمر بها، قال. إن كان مما سكنه أتم فيه، وإن كان مما لم يسكنه فليقصر (5).
وقريب منه آخر: في الرجل يسافر فيمر بالمنزل في الطريق يتم الصلاة أم يقصر؟ قال: يقصر، إنما هو المنزل الذي توطنه (6). وفيه: أن راوي الأول روى بعض الصحاح المتقدمة التي هي أظهر دلالة على اعتبار دوام الستة منهما على الاكتفاء بها في الزمن الماضي ولو مرة. وتوطنه في الثاني يحتمل كونه بصيغة المضارع المفيدة للتجدد الاستمراري من باب التفعل محذوفة فيها إحدى التائين. فالمسألة قوية الاشكال وإن كان اعتبار فعلية الاستيطان ودوامه لا يخلو عن رجحان.
ثم إن ظاهر الصحاح المتقدمة والعبارة ونحوها من عبائر الجماعة ومنهم: