حتى يكون أحدهما بالذات والاخر بالعرض، بخلاف لحوق الكتابة والضحك للحيوان فإنه يتوقف على صيرورة الحيوان متخصصا بالنفس الإنسانية تخصصا وجوديا حتى يعرضه الضحك والكتابة وليس الضحك والكتابة بالإضافة إلى الإنسان كالعقلية والنفسية بالإضافة إلى الجوهر، بداهة أن إنسانية الإنسان ليست بضاحكيته وكاتبيته نعم تجرد النفس وما يماثله مما يكون تحققه بتحقق النفس الإنسانية من الاعراض الذاتية للحيوان كالنفس.
فان قلت: ليس مناط العروض هو العروض بحسب الوجود حتى يقال بأنه لا تعدد للعوارض في الوجود ليلزم توسط بعضها لبعض بل مفاد الكون الرابط المتعدد بتعدد العوارض التحليلية وحيث انها مترتبة والمفروض عدم تربتها بما هي حيث إنه لا ترتب في الطبايع بما هي وعدم الترتب العلى والمعلولي فلا محالة يكون الترتب بلحاظ العروض على الموضوع فلا يمكن فرض جوهرية الموجود الأبعد فرض كونه ممكنا والا فلا ينقسم الموجود بما هو إلى الجوهر والعرض وانما هو تقسيم للوجود الامكاني.
قلت: نعم المراد من العروض مفاد الكون الرابط الا انه كما أن العوارض التحليلية بحسب الوجود الخارجي كونها النفسي واحد، وكونها الرابط لموضوعها، ومعروضها واحد كذلك بحسب الفرض فان فرض امكان الموجود فرض جوهريته وجسميته مثلا كما أن فرض البياض لموضوع فرض ثبوت اللون والمفرقية للبصر بفرض واحد وان كان بين الجزئين، بل بين كل جزء، والكل سبق ولحوق بالتجوهر في مرحلة الماهية، وسبق ولحوق بالطبع في مرتبة الوجود، ومنه علم أن فرض الجوهر يستلزم، ففرض الامكان بفرضه لا بفرض قبله فتأمل جيدا.
ومما ذكرنا تعرف ان الأعم والأخص سواء كانا داخليين أو خارجيين على نهج واحد، فلابد من ملاحظة العارض، وعارضه من حيث اتحادهما في الوجود