التقدم والتأخر الطبعيان لأن الحب التبعي لا يمكن إلا عند الحب الذاتي، ولا عكس، والمحبوب، إذا لم يكن له مزاحم ومانع عن إيجاده في نظر الفاعل وهو معنى الجزم في قبال التردد ولا محالة يقوم الإنسان بصدده فالحب مع الجزم علة معدة لفيضان صورة الإرادة في النفس، وقد عرفت سابقا أن الإرادة هو الجزء الأخير من العلة وهو في المقدمة متقدم على ما هو الجزء الأخير للعلة في ذي المقدمة، وإذا كان المحبوب الذاتي والتبعي فعل الغير فلا محالة يجب التسبيب إلى إيجادهما من الغير بجعل الداعي إليهما وإذا فرض أن المقدمة متقدمة بالوجود الزماني على ذيها فكما أن إرادة الفاعل للمقدمة متقدمة على إرادته لذيها كك يجب أن يتقدم البعث إليها قبل البعث إلى ذيها فان إيجادها من الغير كوجودها من الغير مقدم على إيجاد ذيها كوجود ذيها من الغير وإنما يتصف البعث المقدمي بالتبعية لا من حيث التأخر في الوجود بل من حيث أن الغاية المتأصلة الداعية إلى التسبيب إلى إيجاد المقدمة من الغير إيجاد ذيها بأسبابه من
(٣٥٨)