النار، وله القيام بها قيام صدور، وبالمحترق قيام حلول بلحاظ مبدئه، ولا قيام للمعلول بمعده، ولا بشرطه، والقائم بالانسان نفس الالقاء الذي هو من حركات عضلاته وهو اعداد منه لوجود الحرقة فايجاده لها بنحو الأعداد بالقائه فهذا هو الذي يكون له بنفسه مساس بالشخص، ويكون متعلق قدرته وإرادته، وليس هو في الحقيقة إلا الالقاء الخاص الذي يترتب عليه وجود الحرقة ترتب المعلول على معده فهذا هو متعلق الإرادة لا الفعل المتولد منه الذي ينسب إليه بنحو من النسبة كما ينسب إليه القدرة بنحو من العناية كما سيأتي إنشاء الله تعالى، ولا ينافي صحة تعلق التكليف بالفعل التوليدي نظرا إلى إمكان تعلق الشوق به بنحو يؤثر في إرادة ما يتولد منه حقيقة كما سيجيئ إنشاء الله تعالى.
قوله: والجامع أن يكون نحو المقصود الخ: بل هي المقصودة تارة، و إلى المقصود أخرى إلا أن يكون العبارة بنحو المقصود لا نحو المقصود كي يكون بمعنى إلى.
والتحقيق أن حركة العضلات تارة بمعنى حركة القوة المنبثة فيها بنحو الارخاء والامتداد أو بنحو التشنج والانقباض لجلب الملائم في الأول ودفع المنافر في الثاني، وأخرى بمعنى الحركات الأينية والوضعية المترتبة على الأعضاء والجوارح، من المشي والقيام والقعود والضرب ونحوها فالحركة الأولى نحو المقصود وهو الضرب والمشي مثلا سواء كان مقصودا بالذات أو مقدمة لتحصيل شئ آخر إلا أن العبادة غير منطبقة على ذلك لظهورها في ايجاد الحركة نحو المقصود مع قوله ره قبله كحركة نفس العضلات إلى آخره.
قوله: مع أنه لا يكاد يتعلق البعث إلا بأمر متأخر الخ: قد عرفت في تضاعيف ما قدمناه أن البعث علة لانبعاث المأمور به نحو المقصود عند انقياده و تمكينه فان الداعي إلى البعث ليس إلا جعل الداعي للمأمور تحصيلا لفعله الاختياري الملائم للباعث فلابد من أن يكون بحيث إذا انقاد المأمور حصل منه الانبعاث بسبب البعث، ومجرد علية البعث للفعل لا يقتضي تأخر زمان العمل