الانشاء، ويمكن أن يقال إن ما يقتضيه عنوان الاخبار اتصاف متعلقه بكونه مخبرا به لا ثبوت مطابق المخبر به فعلا بخلاف الانشاء بمعنى إيجاد البعث فإنه يقتضي وجود البعث لتلازم الإيجاد والوجود.
لا يقال: لو كان اتصاف متعلق الحكاية والاخبار بعنوان كونه محكيا عنه و مخبرا به مطلاق لا مقيدا لزم كذب القضية الشرطية مع كذب أحد الطرفين مع أن الشرطية صادقة ولو مع كذب الطرفين، ولذا ذهب علماء الميزان إلى أن مفادها إثبات الملازمة فلا مناص من أحد أمرين إما ما التزم به علماء الميزان، أو جعل المخبر به بما هو كك مقيدا فيكون التنظير بالاخبار صحيحا.
لأنا نقول: بعد ما عرفت سابقا أن شأن أداة الشرط جعل متعلقهما واقعا موقع الفرض والتقدير فيكون المعلق عليه أيضا مفروض الثبوت تعرف أنه لا يدور صدق الشرطية على أحد الأمرين بل الحكاية مطلقة لكن المحكي عنه أمر مفروض الثبوت إما بفرض عقلي، أو بفرض وهمي، وموطن النسبة هو الخارج الفرضي التقديري لا الخارج بقول مطلق ليلزم الكذب مع عدم تحقق المقيد كما يلزم في مثل " زيد يجيئ " بعد مجيئ عمرو، كما يتوهم رجوع الشرطية إلى مثله بناء على عدم تقيد المخبر به بما هو كك لا أن الفرض والتقدير قيد الأخبار واتصاف متعلقه بكونه مخبرا، به وأما عدم تقيد الأخبار دون المخبر به فغير معقول لأن الاخبار يصحح عنوان المخبر في الفاعل وعنوان المخبر به في متعلق الخبر، وعنوان المخبر مع المخبر به متضائفان متكافئان، ومبدء العنوانين واحد مضافا إلى عدم مساعدة القضية اللفظية بداهة هذه العناوين خارجة عن مفادها كما لا يخفى.
قوله: كك يمكن أن يبعث إليه معلقا الخ.
فان قلت: هذا في البعث والتحريك وأما في الإرادة النفسية فلا حيث أنها ليست من الافعال كي تنبعث عن مصلحة في نفسها زيادة على مصلحة متعلقها فلا محالة إذا كان المتعلق ذا مصلحة تامة كما هو المفروض تعلقت به الإرادة