" زيد كاتب السلطان " معنى واحد ومفهوم فارد، ومطابق كل واحد حيثية، ذاته حيثية طرد العدم لكن العناية المصححة للاطلاق مع عدم المطابق له في ظرف الاتصاف كون المورد باتخاذه المبدء حرفة وشغلا كالمطابق له، وأما ما لم يكن مبدئه قابلا للانتساب بذاته، كالتامر واللابن والبقال لأن مباديها أسماء الأعيان، فلابد من الالتزام بأن الربط الملحوظ بينها وبين الذات ربط تبعي لا بالذات بمعنى أن حقيقة الربط أولا وبالذات بين الذات، واتخاذ بيع التمر واللبن والبقل حرفة وشغلا إلا أن التمر واللبن والبقل صارت مربوطة بالذات بالتبع لا بالذات، وكذا الحداد فان الحديد مربوط بالذات باتخاذ صنعة الحديد حرفة لا بالذات فهذه الهيئة كسائر الهيئات في أصل المفهوم والمعنى، غاية الامر أن الربط فيها ربط مخصوص من شأنه صدق الوصف على الذات ما دام الربط الذاتي المصحح لهذا الربط باقيا لا أن المبدء اتخاذ الحرفة، ولا أن الهيئة موضوعة للأعم.
وأما ما عن المحقق الدواني من عدم لزوم قيام المبدء في صدق المشتق مستشهدا بمثل المقام ولذا جعل الموجود بمعنى المنتسب إلى حقيقة الوجود لا ماله الوجود، ففيه أن الأوصاف الاشتقاقية من وجوه الذات وعناوينها والمبدء بلا لحاظ القيام ليس وجها ولا عنوانا لشئ بلا كلام وسيجئ انشاء الله تعالى تحقيقه، كما أن ما ذكرنا في تحقيق حال الحداد ونحوه أولى ما ذكره بعض أكابر فن المعقول (1) في جواب المحقق الدواني حيث قال ما ملخصه " أن المبدء في الحداد والشمس هو التحدد أو الحديدية والتشمس أو الشمسية بدعوى أن للحديد حصولا في صانعه باعتبار مزاولته لصنعة الحديد فكأنه صار ذا قطعة منه خصوصا بملاحظة قيام الحديد بذهنه من جهة كثرة المزاولة لا مجرد الملاحظة، وكذا في الشمس فإنه لكثرة وقوع شعاع الشمس عليه كأنه صار قطعة منها لكن ما ذكرنا أقرب إلى الاعتبار العرفي كما هو غير خفى فتدبر في أطراف ما ذكرنا في المقام.