الواضح أن مطابقة ذاته المقدسة لوصف العالم غير واقعة في الزمان. هذا ولو كان الوصف والموصوف زمانيين لكن ربما لا يكون النظر في إجراء الوصف عليه إلى الزمان، كما في حمل الذاتي على ذي الذاتي كما في (الإنسان حيوان) أو " ناطق " أو حمل لوازم الطبيعة عليها كما في " النار حارة " فإن النظر فيهما إلى مجرد اتحاد الموضوع والمحمول في الوجود من دون نظر إلى زمان، لا أن مطلقه ملحوظ دون خصوص زمان كما يساعده الوجدان، وأما عدم الوضع بلحاظ زمان التلبس فلما سمعت في نظيره آنفا من أن الوصف ربما لا يكون لمبدئه وتلبس الذات به زمان كما في الخارج عن أفق الزمان ولو كان التلبس في الزمان لكن ربما لا يكون النظر إليه كما عرفت ومما ذكرنا تبين وجه عدم أخذ أحد الأزمنة في مفهوم الوصف مضافا إلى أن النسبة الحكمية الاتحادية متأخرة عن مفهوم الوصف المحمول على موصوفه فلا يعقل تقيد مفهوم الوصف بزمان النسبة المتأخرة عنه، كما أن التلبس بالمبدء إذا كان زمانيا لا يعقل تخلفه عن زمانه فأخذ التلبس متقيدا بزمانه لغو لا يفيد فائدة فالصحيح أن الوصف موضوع لنحو مفهوم مطابقة المتلبس بالمبدء دون غيره فلا يصدق إلا عليه من دون ملاحظة أحد الأزمنة كما سيأتي تحقيقه إنشاء الله.
ثم لو أغمضنا عما ذكرنا فالأنسب هو الثالث: وهو الوضع للمتلبس بلحاظ حال تلبسه بالمبدء بمعنى الوضع لمعنى وصفي عنواني مطابقه الذات في زمان تلبسها بالمبدء لا مطابقة المتلبس بالمبدء في زمان تلبسه بالمبدء فإنه لغو محض دون الثاني لأن اتحاد زماني النسبة والتلبس كما هو مقتضى الوجه الثاني ليس مستندا إلى ظهور الوصف في معناه، بل إلى ظهور قضية الحمل لأن مفاد الحمل الشايع هو الاتحاد في الوجود فظهور الحمل دال على اتحاد زماني النسبة وتلبس الموضوع بمبدء المحمول وإلا لم يكن اتحاد بينهما في الوجود، ولذا ربما يتخلف هذا الظهور فيما إذا كان الوصف معرفا لا عنوانا فإن الوصف في حالتي العنوانية والمعرفية مستعمل في معنى مطابقه المتلبس بالمبدء حقيقة إلا أن