وجوده بالذات ووجود مقتضاه بالعرض فهو باعتبار، ثبوت فعلى عرضي وباعتبار، ثبوت اقتضائي في قبال الثبوت المناسب للمقتضى في نظام الوجود، فمن يقول بأعمية النسبة من الاقتضاء والفعلية إن أراد ما ذكرنا فهو المطلوب، وإلا فلا معنى محصل له، وأما في مثل " الانسان كاتب بالقوة " فمن الواضح أن الكاتب مستعمل في معناه لا فيما له الكتابة بالقوة وإلا لم يصح أن يوجه بالقوة إذ القوة بالفعل لا بالقوة، وبالجملة " الكاتب " مستعمل في معنى ثبوتي مطابقه حيثية ذاته حيثية طرد العدم لكن الغرض بيان اقتضاء الانسان لهذا المعنى بالقوة لا بالفعل، وكذا الكلام في أسماء الأمكنة والأزمنة، والآلات " كهذا مذبح " أو " مسلخ " أو " مفتاح " فان الجري فيها بلحاظ لقابلية والاستعداد وإلا فالمفهوم مطابقه ما ذكرنا، ضرورة أن التصرف في المادة والهيئة غير ممكن فيها، أما في المادة فلان الآلة مثلا فاعل ما به الفتح في المفتاح وفاعل ما به الكنس في المكنس، ولا معنى لكون الشئ فاعلا لقابلية الفتح أو الكنس أو الاستعداد هما فلا معنى لأشراب القابلية والاعداد والاستعداد في المادة، وأما في الهيئة فلأن مفاد الهيئة نسبة الفاعلية في اسم الآلة، ونسبة الظرفية الزمانية والمكانية في اسمي الزمان والمكان، ولا معنى لأشراب الجهات المزبورة في النسب المذكورة، إذ ليست تلك الجهات جهات النسب بحيث تلحظ النسبة مع إحدى تلك الجهات بطور المعنى الحرفي والمفهوم الأدوي، فأما أن يلاحظ الفاعل والأثر والظرف والمظروف على الوجه المصحح لانتزاع نسبة الفاعلية والظرفية فقد لوحظت النسبة على وجه الفعلية وإلا فلا فتدبر جيدا.
وأما في مثل (الخياط والتمار والعطار) ونحوها من الأوصاف الدالة على الصنعة والحرفة فتوضيح الحال فيها أن ما كان مبدئه قابلا للانتساب إلى الذات بذاته كالخياط والنساج والكاتب إذا كانت الكتابة حرفة فسر الاطلاق مع عدم التلبس بنفس المبدء أنه باتخاذه تلك المبادئ حرفة فكأنه ملازم للمبدء دائما، وإلا فالوجدان أصدق شاهد على أن المتبادر من الكاتب في " زيد كاتب " وفى