من أقاصي الشمال إلخ.
وقال في الإصحاح التاسع والثلاثين ماضيا في الحديث السابق: وأنت يا بن آدم تنبأ على جوج وقل: هكذا قال السيد الرب، ها أنا ذا عليك يأجوج رئيس روش ما شك ونوبال وأردك وأقودك وأصعدك من أقاصي الشمال، وآتي بك على جبال إسرائيل، وأضرب قوسك من يدك اليسرى واسقط سهامك من يدك اليمنى، فتسقط على جبال إسرائيل أنت وكل جيشك والشعوب الذين معك أبذلك مأكلا للطيور الكاسرة من كل نوع ولوحوش الحفل، على وجه الحفل تسقط لأني تكلمت بقول السيد الرب، وأرسل نارا على مأجوج وعلى الساكنين في الجزائر آمنين فيعلمون أني أنا الرب إلخ.
وفي رؤيا يوحنا في الإصحاح العشرين:
ورأيت ملاكا نازلا من السماء معه مفتاح الهاوية وسلسلة عظيمة على يده، فقبض على التنين الحية القديمة الذي هو إبليس والشيطان، وقيده ألف سنة، وطرحه في الهاوية وأغلق عليه وختم عليه لكيلا يضل الأمم فيما بعد حتى تتم الألف سنة، وبعد ذلك لابد أن يحل زمانا يسيرا.
قال: ثم متى تمت الألف سنة لن يحل الشيطان من سجنه ويخرج ليضل الأمم الذين في أربع زوايا الأرض جوج ومأجوج ليجمعهم للحرب الذين عددهم مثل رمل البحر، فصعدوا على عرض الأرض وأحاطوا بمعسكر القديسين وبالمدينة المحبوبة، فنزلت نار من عند الله من السماء وأكلتهم، وإبليس الذي كان يضلهم طرح في بحيرة النار والكبريت حيث الوحش والنبي الكذاب وسيعذبون نهارا وليلا إلى أبد الآبدين.
ويستفاد منها أن " مأجوج " أو " جوج ومأجوج " أمة أو أمم عظيمة كانت قاطنة في أقاصي شمال آسيا من معمورة الأرض يومئذ، وأنهم كانوا أمما حربية معروفة بالمغازي والغارات.
ويقرب حينئذ أن يحدس أن ذا القرنين هذا هو أحد الملوك العظام الذين سدوا الطريق على هذه الأمم المفسدة في الأرض، وأن السد المنسوب إليه يجب أن يكون فاصلا بين منطقة شمالية من قارة آسيا وجنوبها كحائط الصين أو سد باب الأبواب أو سد " داريال " أو غير هذه.
وقد تسلمت تواريخ الأمم اليوم من أن ناحية الشمال الشرقي من آسيا وهي الأحداب والمرتفعات في شمال الصين كانت موطنا لامة كبيرة بدوية همجية لم تزل تزداد عددا وتكثر سوادا فتكر على الأمم المجاورة لها كالصين، وربما نسلت من أحدابها وهبطت إلى بلاد آسيا الوسطى والدنيا وبلغت إلى شمال اوربه، فمنهم من قطن في أراض أغار عليها كأغلب سكنة اوربه الشمالية فتمدين بها واشتغل بالزراعة والصناعة، ومنهم من رجع ثم عاد وعاد (1).
وهذا أيضا مما يؤيد ما استقربناه آنفا أن