أقول: في مجمع البيان في تفسير قوله تعالى:
* (ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت...) * عن ابن عباس قال: فمسخهم الله تعالى عقوبة لهم، وكانوا يتعاوون وبقوا ثلاثة أيام لم يأكلوا ولم يشربوا ولم يتناسلوا، ثم أهلكهم الله تعالى وجاءت ريح فهبت بهم وألقتهم في الماء، وما مسخ الله أمة إلا أهلكها، وهذه القردة والخنازير ليست من نسل أولئك، ولكن مسخ أولئك على صورة هؤلاء، يدل عليه إجماع المسلمين على أنه ليس في القردة والخنازير من هو من أولاد آدم، ولو كانت من أولاد الممسوخين لكانت من بني آدم. وقال مجاهد: لم يمسخوا قردة وإنما هو مثل ضربه الله كما قال:
* (كمثل الحمار يحمل أسفارا) *، وحكي عنه أيضا أنه مسخت قلوبهم، فجعلت كقلوب القردة لا تقبل وعظا ولا تتقي زجرا، وهذان القولان يخالفان الظاهر الذي أكثر المفسرين عليه من غير ضرورة تدعو إليه (1).