درك استحقاق العقوبة الملازم لدرك استحقاق المثوبة، ولا شبهة في عدم استقلال العقل في الثاني، كما في المستحبات، فالتخيير على هذا بدوي قطعا، وإن ذهب الأكثر إلى استمراريته (1).
بقي شئ: في تردد صوم شهر ما بين الحرمة والوجوب بناء على كون التخيير استمراريا، فهل في صورة تردد صوم شهر رجب بين الحرمة والوجوب، هو بالخيار على الإطلاق، أو هو بالخيار بين صوم الأيام، وترك الأيام بمقدار الأيام التي صام فيها، حتى تتساوى الموافقة القطعية والمخالفة القطعية؟
مثلا: إذا كان حراما كله، فصام إلى اليوم الآخر، فترك ذلك اليوم، فإنه يعلم بالموافقة القطعية، والمخالفة القطعية، ويحتمل ازدياد المخالفة على الموافقة زيادة معتدا بها. ومجرد كون الحكم في كل يوم، غير الحكم في اليوم الآخر، غير كاف، بعد دخالة العقل في حدود الإطاعة والعصيان، وأنهما بيد العقل، فتأمل.