موضوعاتها فكما أن وجود زيد المتلبس بصفة العلم وجود للماهية الشخصية الزيدية، ووجود لعنوان العالم في الخارج دون الذهن فكذلك وجود الفوقية للسماء فإنها موجودة بوجودها لا بوجود منفرد له صورة خارجية ومطابق عيني بخلاف الكلية للانسان فان معروضها أمر ذهني فهي من الاعتبارات الذهنية دون الخارجية، وبقية الكلام تطلب من غير المقام.
إذا عرفت معني وجود الإضافة في الخارج فاعلم: أن وجود العنوان الإضافي ربما يتوقف على وجود صفة حقيقة من الطرفين كالعاشقية والمعشوقية (1) فان في العاشق صفة نفسانية وفي المعشوق كمال صوري أو معنوي، وربما يتوقف على وجود صفة في أحد الطرفين كالعالمية والمعلومية فان ما له وجود حقيقي وهو العلم قائم بالعالم لا بالمعلوم، وربما لا يتوقف على وجود صفة حقيقية في أحد الطرفين كالمتيامن والمتياسر، والمتقدم والمتأخر، وكون الشئ ثاني الاثنين وثالث الثلاثة إلى غير ذلك من الموارد التي لا يتوقف حصول العنوان الإضافي على حصول صفة حقيقية ذات مطابق عيني فليكن ما نحن فيه من هذا القسم الأخير فنفس الأمر المتقدم حيث إنه يلحقه الأمر التأخر في ظرفه منشأ لعنوان إضافي يكشف عنه مضائفة المتأخر ومعنى وجود العنوان الإضافي في المتقدم والمتأخر كون السابق واللاحق بحيث إذا عقلا عقل معهما عنوانان متضائفان فافهم واغتنم.
والتحقيق: عدم سلامة هذا الطريق في دفع الأشكال لما تقرر في محله من أن المتضائفين متكافئان في القوة والفعلية فلا يعقل فعلية أحدهما وشأنية الأخر وعليه يستحيل تحقق العنوان الإضافي في الصوم لعدم تحقق عنوان الأغسال الآتية بعدم معنونه، وإلا لزم عدم تكافؤ المتضائفين.