عليها الصور.
وإلى ما ذكرنا من البساطة اللحاظية التركيب اللحاظي يرجع الاجمال والتفصيل الفارقان بين الحد والحدود فان ذات الانسان مثلا والحيوان الناطق مثلا واحدة لكن هذا الواحد بالمفهوم والحقيقة ملحوظ على جهة الجمع وانطواء المعاني المتكثرة في الانسان وعلى جهة الفرق وتفصيل المعاني المنطوية في الحيوان الناطق وإلا لم يكن الحد حدا لذلك المحدود لما حمل الحد على المحدود حملا أوليا ذاتيا كما هو واضح.
ومما ذكرنا يظهر أن تحليل المعاني الاشتقاقية في الأوصاف إلى ما اشتهر بينهم من أن المشتق ما ثبت له مبدء الاشتقاق أو شئ له المشتق منه، غير ضائر بالبساطة اللحاظية بل غير ضائر بالبساطة الحقيقة كما سيجيئ إنشاء الله تعالى فإذا عرفت ذلك تعرف أن الاستدلال لمثل هذه البساطة اللحاظية بما استدل به المحقق الشريف أو بغير ذلك مما استدل له في إخراج الذات عن المشتقات غير وجيه لان البساطة اللحاظية تجتمع مع تركب المفهوم حقيقة أو اعتبارا كما عرفت آنفا بل البساطة اللحاظية في كل مدلول ومفهوم للفظ واحد مما لا يكاد يشك فيها ذو مسكة إذ البداهة قاضية بأن اللفظ وجود لفظي بتمامه لمفهومه، ومعناه، لا أنه وجود لفظي لكل جزء من أجزاء معناه بتمامه، وكون اللفظ وجودا لفظيا لمعنى تركيبي لا يكون إلا مع جهة وحدة فلا محالة لا ينتقل إلى المعنى التركيبي إلا بانتقال واحد كما هو المحسوس بالوجد أن في الانتقال إلى معنى الدار المؤلفة من البيوت والسقف والجدران فاتضح أن البساطة اللحاظية مما لم يقع لاحد فيها شك وريب. إنما الكلام في البساطة الحقيقية من وجهين:
أحدهما: ما هو المعروف الذي أستدل له الشريف وهي البساطة من حيث خروج الذات عن المشتقات وتمحضها في المبدء والنسبة.
ثانيهما: ما ادعاه المحقق الدواني (1) من خروج النسبة كالذات عن