الخبر إلى خبرين.
نعم ما ذكرنا من التوجيه وجيه بالنسبة إلى عبارة المحقق السبزواري في تعليقاته على الاسفار فإنه عبر عن القضية الثانية بقولهم " له الضحك " فتدبر جيدا.
نعم هيهنا وجه آخر للانقلاب إلى الضرورة يصح تنظيره بانحلال عقد الوضع إلى قضية، وهو أن نفس عقد الحمل ينحل إلى قضية وهي إنسان له الكتابة مثلا، ومادة هذه القضية هي الامكان إذ كون القضية ذات مادة نفس أمرية عبارة عن اقتضاء ذات الموضوع لذاك المحمول لا بما هما موضوع ومحمول فاقتضاء شئ لشئ إن كان على نحو يستحيل عدمه فالمادة ضرورة وإلا فامكان سواء كان هناك صورة القضية أم لا فالانسان المأخوذ في المحمول إذا قيس إلى مبدء المحمول كان لا محالة مقتضيا له بنحو من الأنحاء، وإن لم يكن اقتضائه مقصودا بالذات إذ تعلق الغرض والقصد بالذات وبالعرض لا دخل له في اقتضاء الواقعيات بل لا يعقل دخله فيها لتأخر رتبة عنها، وهذا بعينه نظير انحلال عقد الوضع إلى قضية ممكنة عند المعلم الثاني، وإلى فعلية عند الشيخ الرئيس مع أن عقد الوضع غير مقصود اقتضائه ولا متعلق للغرض لا بالذات ولا بالعرض وعليه فالمحمول على الانسان هو الانسان الذي مادته الامكان ولا يعقل أن يكون اقتضاء الانسان لمثل هذا المحمول بنحو الامكان وإلا جاز ضرورية عدم الكتابة إن كان الامكان عاما وضرورية ثبوتها إن كان خاصا مع أن المفروض عدم ضرورية الكتابة وعدمها فتدبره فإنه دقيق وبه حقيق.
وليعلم أن هذا الانقلاب لا دخل بضرورية ثبوت الشئ لنفسه، ولا من جهة كون القيد ضروريا إذ المفروض كون المحمول في حد ذاته مادته الامكان، ولا من جهة أن جهة القضية جزء المحمول فإنه يوجب الانقلاب ولو على البساطة، مضافا إلى أن القابل لاخذه جزء للمحمول هي الجهة دون المادة فان مادة القضية هي كيفية نسبة الواقعية بين شيئين وإن لم تلاحظ بخلاف الجهة فإنها