أما عدم الاستحلاف إلا بالله تعالى وتقدس ولو كان الحالف كافرا فالظاهر عدم الخلاف فيه، لقول الصادق عليه السلام على المحكي في حسن الحلبي سألت الصادق عليه السلام عن أهل الملل كيف يستحلفون؟ فقال: لا تحلفوهم إلا بالله تعالى " (1).
وخبر سماعة " سألته هل يصلح لأحد أن يحلف أحدا من اليهود والنصارى والمجوس بآلهتهم؟ قال لا يصلح لأحد أن يحلف أحدا إلا بالله تعالى " (2).
وقوله في صحيح سليمان بن خالد لا يحلف الرجل اليهودي والنصراني ولا المجوسي بغير الله عز وجل إن الله عز وجل يقول: فاحكم بينهم بما أنزل الله " (3).
وفي خبر جراح المدائني " اليهودي والنصراني والمجوسي لا تحلفوهم إلا بالله تعالى " (4) ويمكن أن يقال لا إشكال في أن الكفار مع الاعتقاد بالله تعالى يكون احلافهم بالله تعالى وأما مع الانكار وعدم الاعتقاد هل يمكن تحقق الحلف حتى يكون مشمولا لما ذكر من الأخبار من جهة الاطلاق فإن المحلوف به لا بد أن يكون عظيم الشأن عند الحالف أو محل تعلقه، ومع عدم الاعتقاد وعدم التعلق كيف يتحقق الحلف فالأخذ بالاطلاق فرع تحقق الحلف، والأخبار المذكورة لا تشمل الكافر المنكر للمعبود فتأمل.
وأما جواز إحلاف الذمي بما يقتضيه دينه فلعله لخبر السكوني إن أمير المؤمنين صلوات الله عليه استحلف يهوديا بالتورية التي أنزلت على موسى على نبينا وآله وعليه السلام واحتمل اختصاص ذلك بالإمام عليه السلام مضافا إلى ضعف السند.
وأما صحيح ابن مسلم عن أحدهما عليهما السلام " قال سألته عن الأحكام، فقال في كل دين ما يستحلفون (5) به " وعن بعض النسخ " ما يستحلون به " فقد حمل على الأخبار عن شرايعهم لا أن المراد منه جواز الحلف بغير الله تعالى.
وحمل خبر محمد بن قيس " قال: سمعت أبا جعفر عليهما السلام يقول: قضى علي عليه السلام فيمن استحلف أهل الكتاب بيمين صبر أن يستحلفه بكتابه وملته " (6) على اختصاصه