العلم هو الحضور ولا حضور أقوى من حضور المعلول للعلة، يمكن أن يقال أن المقتضي لموت زيد حيث وجد في الخارج في عالم من العوالم فقد وجد المقتضي بوجود مقتضيه ثبوتا مناسبا له لا ثبوتا مناسبا لنفسه، وهذا هو العلم و المعلوم أولا ثم وجدت علة الحياة ومنعت عن مقتضي الموت فوجدت الحياة فالحياة علم ومعلوم ثانيا على خلاف الأول فبدا وظهر في مرتبة من مراتب علمه تعالى ما ظهر خلافه أولا بحسب هذه المرتبة وهذا وجه دقيق لا يعرفه إلا أهل التحقيق فافهم أو ذره لأهله فكل موفق لما خلق له.
قوله: فيما إذا دار بينهما في المخصص الخ: غرضه - ره - أن احتمال الناسخية والمخصصية تارة في شئ واحد وهو ذات المخصص، وأخرى في العام والخاص فيدور الأمر بين ناسخية العام للخاص المتقدم ومخصصية الخاص للعام المتأخر إلا أن الفرق المذكور في الأول مبني على استعمال العام في الخصوص بناء على التخصيص، وإلا فالحكم العمومي ثابت للخاص إلى زمان ورود دليله كما أشار إليه في بعض الحواشي المتقدمة آنفا على هذا البحث فراجع.
قوله: ولا ريب أنها موضوعة لمفاهيمها بما هي هي مبهمة مهملة الخ: اعلم أن كل ماهية من الماهيات إذا لوحظت وكان النظر مقصورا عليها بذاتها وذاتياتها من دون نظر إلى الخارج عن ذاتها فهي الماهية المهملة التي ليست من حيث هي إلا هي وإذا نظر إلى الخارج عن ذاتها فهي هذه الملاحظة لا يخلو حال الماهية عن إحداث أمور ثلاثة:
أحدها: أن تلاحظ بالإضافة إلى الخارج عن ذاتها مقترنة به بنحو من الأنحاء و هي الماهية بشرط شئ وثانيها: أن تلاحظ بالإضافة إليه مقترنة بعدمه وهي الماهية بشرط لا.
وثالثها: أن تلاحظ بالإضافة إليه لا مقترنة به، ولا مقترنة بعدمه وهي الماهية لا بشرط وحيث أن الماهية يمكن اعتبار أحد هذه الاعتبارات والقيود معها بلا