لا موضعه، وقال الله تعالى: ﴿واللائي يئسن من المحيض﴾ (1) وإنما يريد به الدم لأنا نقول: استعمال المحيض في الحيض لا ينافي في مطلوبنا، إذ الحيض ها هنا غير مراد لوجوه:
أحدها: إن ما ذكرناه قياس اللفظ، فيحمل عليه.
الثاني: لو نزل على الحيض لوجب الإضمار، إذ يستحيل حمل اللفظ على حقيقته، سلمنا، لكن إضمار الموضع أولى من إضمار الزمن، لأنه يلزم من الثاني الأمر باعتزال النساء في مدة الحيض بالكلية، وقد انعقد الإجماع على خلافه.
الثالث: إن ما ذكرناه أولى، لأن سبب نزول هذه الآية أن الله تعالى قصد مخالفة اليهود حيث كانوا يعزلون النساء، فلا يؤاكلوهن، ولا يشاربوهن مدة الحيض، ولا يجامعوهن في البيت، فسأل أصحاب النبي صلى الله عليه وآله عن ذلك فنزلت هذه الآية، فقال صلى الله عليه وآله: (اصنعوا كل شئ غير النكاح) (2).
وما رواه الجمهور، عن النبي صلى الله عليه وآله، أنه قال: (اجتنب منها شعار الدم) (3).
وروى مسلم، عنه صلى الله عليه وآله أنه قال: (اصنعوا كل شئ غير النكاح) (4).