المقصد الثاني في الوقوف بالمشعر:
ويسمى جمعا والمزدلفة، قال في الصحاح: المشاعر: مواضع المناسك والمشعر الحرام أحد المشاعر، وكسر الميم لغة. وقال أيضا: ويقال للمزدلفة: جمع، لاجتماع الناس بها. وقال في القاموس: المشعر الحرام وتكسر ميمه: المزدلفة، وعليه بناء اليوم. ووهم من ظنه جبلا بقرب ذلك البناء. وقال في كتاب مجمع البحرين بعد ذكر قوله (عز وجل):
فاذكروا الله عند المشعر الحرام (1): هو جبل بآخر مزدلفة واسمه: قزح، ويسعى جمعا ومزدلفة والمشعر الحرام. والظاهر أنه تبع قي ذلك صاحب المصباح المنير فإنه يقتفي أثره غالبا حيث قال في الكتاب المذكور: والمشعر الحرام جبل بآخر مزدلفة واسمه قزح، وميمه مفتوحة على المشهور وبعضهم يكسرها على التشبيه باسم الآلة. أقول: وهذا القول هو الذي أشار إليه في القاموس ونسب قائله إلى الوهم. ونقل في الدروس عن الشيخ تفسيره بالجبل المذكور، حيث قال في مسألة استحباب وطئ الصرورة المشعر برجله: وقال ابن الجنيد: يطأ برجله أو بعيره. وقد قال الشيخ: هو قرح، فيصعد عليه ويذكر الله تعالى عنده. ثم قال: والظاهر أنه المسجد الموجود الآن. وسيأتي تتمة الكلام في ذلك أن شاء الله تعالى.
وأما ما ورد في تعليل هذه الأسماء لهذا المكان فقد تقدم في الفائدة