من السنين صواعق كثيرة مات من ذلك خلق كثير فدخلت على أبي إبراهيم (عليه السلام) فقال مبتدئا من غير أن أسأله: ينبغي للغريق والمصعوق أن يتربص به ثلاثة أيام لا يدفن إلا أن يجئ منه ريح تدل على موته. قلت جعلت فداك كأنك تخبرني أنه قد دفن ناس كثير أحياء؟ فقال نعم يا علي قد دفن ناس كثير أحياء ما ماتوا إلا في قبورهم " وقال العلامة في النهاية: " شاهدت واحدا في لسانه وقفة فسألته عن سببها فقال مرضت مرضا شديدا واشتبه الموت فغسلت ودفنت في أزج، ولنا عادة إذا مات شخص فتح عنه باب الأزج بعد ثلاثة أيام أو ليلتين أما زوجته أو أمه أو أخته أو ابنته فتنوح عنده ساعة ثم تطبق عليه هكذا يومين أو ثلاثة، ففتح علي فعطست فجاءت أمي بأصحابي وأخذوني من الأزج وذلك منذ سبعة عشرة سنة ".
ومما يدل على وجوب التأخير حتى يتحقق الموت ما رواه في الكافي في الصحيح عن هشام بن الحكم عن أبي الحسن (عليه السلام) (1) " في المصعوق والغريق؟ قال ينتظر به ثلاثة أيام إلا أن يتغير قبل ذلك " وعن إسحاق بن عمار عن الصادق (عليه السلام) (2) قال: " سألته عن الغريق أيغسل؟ قال نعم ويستبرأ. قلت وكيف يستبرأ؟ قال يترك ثلاثة أيام من قبل أن يدفن إلا أن يتغير قبل فيغسل ويدفن، وكذلك أيضا صاحب الصاعقة فإنه ربما ظنوا أنه مات ولم يمت " وعن عمار الساباطي في الموثق عن الصادق (عليه السلام) (3) قال: " الغريق يحبس حتى يتغير ويعلم أنه قد مات ثم يغسل ويكفن قال: وسئل عن المصعوق فقال إذا صعق حبس يومين ثم يغسل ويكفن " وعن إسماعيل ابن عبد الخالق ابن أخي شهاب بن عبد ربه قال: " قال أبو عبد الله (عليه السلام) (4) خمسة ينتظر بهم إلا أن يتغيروا: الغريق والصعيق والمبطون والمهدوم والمدخن " ورواه في الفقيه مرسلا مقطوعا وزاد " ثلاثة أيام " بعد قوله: " ينتظر بهم ".
وظاهر هذه الأخبار جعل غاية التأخير ثلاثة أيام أو يومين إلا أن يتغير قبل