____________________
أقول: البحث هنا يستدعي توطئة مقدمة.
وهي أن الجنون مزيل للعقل إجماعا، والنوم مغط له قطعا، والإغماء هل هو مزيل أو مغط؟
قيل بالأول، لعدم الوثوق بحصول التمييز معه، بخلاف النوم، فإنه يمكن إيقاضه في الحال ورجوع التصرف والتمييز إليه.
وقيل بالثاني، لسرعة زواله.
فمن قال بالأول كالمصنف (1) والعلامة (2) جعل حكمه حكم المجنون ولم يعتبر صومه مع سبق النية.
ومن قال بالثاني: كالشيخين (3) جعل حكمه حكم النوم، ويعتبر صومه مع سبق النية.
فالحاصل: أن الفائدة تظهر في وجوه:
(أ) خروجه عن حد المكلفين على الأول، فيحكم ببطلان صومه وإن سبقت منه النية ولا يعد صائما، فلا يستحق ما نذر، أو وقف، أو أوصى به للصائمين، ولا يجزي عن القضاء أو النذر والكفارة، ولو نواه من الليل عن أحدهما.
(ب) لو أفاق في أثناء النهار لم يجب الإمساك مطلقا على الأول، ويجب
وهي أن الجنون مزيل للعقل إجماعا، والنوم مغط له قطعا، والإغماء هل هو مزيل أو مغط؟
قيل بالأول، لعدم الوثوق بحصول التمييز معه، بخلاف النوم، فإنه يمكن إيقاضه في الحال ورجوع التصرف والتمييز إليه.
وقيل بالثاني، لسرعة زواله.
فمن قال بالأول كالمصنف (1) والعلامة (2) جعل حكمه حكم المجنون ولم يعتبر صومه مع سبق النية.
ومن قال بالثاني: كالشيخين (3) جعل حكمه حكم النوم، ويعتبر صومه مع سبق النية.
فالحاصل: أن الفائدة تظهر في وجوه:
(أ) خروجه عن حد المكلفين على الأول، فيحكم ببطلان صومه وإن سبقت منه النية ولا يعد صائما، فلا يستحق ما نذر، أو وقف، أو أوصى به للصائمين، ولا يجزي عن القضاء أو النذر والكفارة، ولو نواه من الليل عن أحدهما.
(ب) لو أفاق في أثناء النهار لم يجب الإمساك مطلقا على الأول، ويجب