سفيان الثوري. وابن شبرمة. والأوزاعي. والشافعي. وأحمد بن حنبل. وأبى ثور.
وإسحاق. وأبي سليمان. ابن المنذر وجميع أصحابهم واليه رجع زفر بن الهذيل روينا ذلك من طريق أبى عبيد عن عبد الرحمن بن مهدي عنه * قال أبو محمد رضي الله عنه: أما قول أبي حنيفة في تفريقه بين الذمي والمعاهد فما نعلم له حجة لا من قرآن ولا من سنة ولا من رواية سقيمة ولا من رواية عن أحد من الصحابة ولا من التابعين ولا من قياس ولا من رأى له وجه فسقط بيقين، وكذلك وجدنا من فرق بين المرة وبين الاكثار من ذلك لا حجة لهم من قرآن ولا من سنة ولا من رواية سقيمة ولا من رواية ثابتة عن أحد من الصحابة رضي الله عنهم، ولا من قياس ولا من رأى له وجه، وأما قول مالك في الفرق بين الغيلة وغيرها وكذلك أيضا سواء سواء الا انهم قالوا: إنما قتلناه للحرابة فقلنا: أنتم لا تقولون بالترتيب في حد الحرابة ولو قلتموه لكنتم متناقضين أيضا لأنه لا خلاف بين أحد ممن قال بالترتيب في أنه لا يقتل المحارب ان قتل في حرابة من لا يقتل به ان قتله في غير الحرابة وأنتم لا تقتلون المسلم بالذمي في غير الحرابة فظهر فساد هذا التقسيم بيقين وأما المشهور من قول المالكيين انهم يقولون بتخيير الامام في قتل المحارب أو صلبه أو قطعه أو نفيه فمن أين أوجبوا قتل المسلم بالذمي ولا بد في الحرابة وتركوا قولهم في تخيير الامام فيه فوضح فساد قولهم بيقين لا اشكال فيه وانه لا حجة لهم أصلا وبالله تعالى التوفيق * ثم نظرنا في قول من قال يقتل المسلم بالذمي وبالمعاهد فوجدناهم يحتجون بقول الله عز وجل: (وكتبنا عليهم فيها ان النفس بالنفس) قالوا: هذا عموم وبقوله تعالى: (والحرمات قصاص فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم) وقوله تعالى: (وجزاء سيئة سيئة مثلها) وقوله تعالى (وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به) وبقوله عز وجل:
(ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق) وبقوله تعالى: (كتب عليكم القصاص في القتلى) الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى) وقوله تعالى: (ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل انه كان منصورا) قالوا: وذو العهد وإن كان كافرا فإنه قتل بغير حق فهو مظلوم بلا شك، وبالخبر الثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " من قتل له قتيل فهو بخير النظرين اما يودى واما يقاد) وبالخبر الثابت عنه صلى الله عليه وسلم أيضا " لا يحل دم رجل مسلم الا ثلاثة نفر فذكر فيهم والنفس بالنفس " قال على وسنذكرهما بأسانيدهما إن شاء الله تعالى بعد هذا *