الزهري روى عنه يحيى بن حمزة فقال: ليس بشئ، وأما سليمان بن قرم فساقط بالجملة، وكذلك من طريق مالك بن عبد الله بن أبي بكر، ولا حجة في مرسل فسقط ذلك الكتاب جملة * قال أبو محمد: فظهر وهي هذه الأخبار كلها، وأما ما جاء في ذلك عن الصحابة رضي الله عنهم والتابعين ومن بعدهم * روينا من طريق الحجاج بن المنهال نا حماد ابن سلمة عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن سعيد بن المسيب أن عمر بن الخطاب قضى فيما أقبل من الأسنان بخمسة أبعرة، وفى الأضراس بعيرا بعيرا فلما كان معاوية وقعت أضراسه فقال: أنا أعلم بالأضراس من عمر فجعلهن سواء * نا يوسف بن عبد الله النمري نا أحمد بن محمد بن الجسور نا قاسم بن أصبغ نا مطرف بن قيس نا يحيى بن بكير نا مالك عن زيد بن أسلم عن مسلم بن جندب عن أسلم مولى لعمر بن الخطاب عن عمر انه قضى في الضرس بجمل * وبه إلى مالك عن يحيى بن سعيد انه سمع سعيد بن المسيب يقول: قضى عمر بن الخطاب في الأضراس ببعير بعير، وقضى معاوية بن أبي سفيان في الأضراس بخمسة أبعرة خمسة أبعرة، قال سعيد: فالدية تنقص في قضاء عمر وتزيد في قضاء معاوية فلو كنت أنا لجعلت في الأضراس بعيرين بعيرين فتلك الدية سواء، وقد جاء عن عمر غير هذا كما روينا من طريق عبد الرزاق عن سفيان الثوري عن جابر عن الشعبي عن شرح أن عمر كتب إليه (1) ان الأسنان سواء * ومن طريق عبد الرزاق أيضا عن معمر عن ابن شبرمة ان عمر بن الخطاب جعل في كل ضرس خمسا من الإبل * ومن طريق وكيع نا سفيان عن أبي إسحاق السبيعي عن عاصم بن ضمرة عن علي بن أبي طالب قال في السن خمس من الإبل * وعن وكيع نا مالك بن أنس عن داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس أنه قال: الأسنان سواء اعتبروها بالأصابع عقلها سواء * ومن طريق عبد الرزاق عن مالك عن داود ابن الحصين عن أبي غطفان ان مروان أرسله إلى ابن عباس يسأله ماذا جعل في الضرس؟
قال: فيه خمس من الإبل قال فردني إلى ابن عباس قال: أتجعل مقدم الفم كالأضراس (2) قال: لو لم نعتبر ذلك الا بالأصابع عقلها سواء * قال أبو محمد: ادعى قوم ان معنى قول ابن عباس اعتبروها بالأصابع إنما هو قيسوها بالأصابع وهذا باطل لأننا قد ذكرنا قبل هذه بنحو ورقتين في الآثار الرواية الثابتة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم ان الأصابع سواء وان الأضراس سواء وان