في الدنيا ويوم القيامة، وأما بالظلم والتعدي فلم يؤمننا الله تعالى قط من ذلك كما أطلق أيدي الكفار فيما خلى على بعض الأنبياء عليهم الصلاة والسلام فقتلوهم وعلى رسوله محمد صلى الله عليه وسلم فجرحوا وجهه المقدس وكسروا ثنيته بنفسي هو وبأبي وأمي، وكما أطلق ألسنة الحنيفيين وأيدي من وافقهم بايجاب الباطل في القصاص للكافر من المسلم وكل ذلك ظلم لم يأمر الله تعالى به ولا رضية قط ولا جعله حقا بل أنكره عز وجل أشد الانكار نعم وفى الآية التي فيها: (كتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى فمن عفى له من أخيه شئ فاتباع بالمعروف وأداء إليه باحسان) وهذا نص جلى بأنها في المؤمنين خصاة بعضهم في بعض فقط لأنهم اخوة كلهم فاسقهم وصالحهم عبدهم وحرهم، وليس أهل الذمة اخوة لنا ولا كرامة لهم، وكذلك قوله تعالى: (فقد جعلنا لوليه سلطانا) فمعاذ الله أن يكون هذا لكافر والله ما جعل الله تعالى لهم قط بحكم دينه سلطانا بل جعل لهم الصغار قال عز وجل: (حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون) فان قالوا فإذ لا يساووننا فلم قتلتم الكافر بالمؤمن قلنا: ولا كرامة ان نقتله به قودا بل قتلناه لأنه نقص الذمة وخالف العهد بخروجه عن الصغار، وكذلك نقتله ان لطم مسلما أو سبه ونستفئ جميع ماله بذلك ونسئ أهله وصغار ولده، فان قالوا: فلم تحكمون على المسلم برد ما غصبه من الذمي أو منعه إياه من المال؟ قلنا: ليس في هذا سبيل له على المسلم إنما هي مظلمة يبرأ منها المسلم تنزيها له عن حبسها فقط * قال أبو محمد رضي الله عنه: ويوضح هذا غاية الوضوح ما رويناه من طريق أبى داود السجستاني قال: نا أحمد بن حنبل نا يحيى بن سعيد القطان نا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن الحسن البصري عن قيس بن عباد قال: انطلقت انا وآخر ذكره إلى علي بن أبي طالب فقلنا: هل عهد إليك رسول الله صلى الله عليه وسلم عهدا لم يعهده إلى الناس عامة؟ قال لا الا ما في كتابي هذا فإذا فيه (المؤمنون تتكافأ دماؤهم وهم يد على من سواهم ويسعى بذمتهم أدناهم ألا لا يقتل مؤمن بكافر ولا ذو عهد في عهده من أحدث حدثا أو آوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين) * نا حمام بن أحمد بن حمام القاضي نا عباس بن اصبغ نا محمد بن عبد الملك بن أيمن نا عبد الله بن أحمد بن حنبل. ومحمد بن إسماعيل الترمذي قال عبد الله: نا أبى وقال الترمذي. نا الحميدي ثم اتفق أحمد بن حنبل.
والحميدي واللفظ له قالا جميع نا سفيان بن عيينة نا مطرف بن طريف قال سمعت الشعبي يقول نا أبو جحيفة - هو السوائي - قال قلت لعلي بن أبي طالب: هل عندكم من رسول الله صلى الله عليه وسلم سوى القرآن؟ قال على: " لا والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إلا أن يعطى الله