بيدك: فأما امرك بيدك فقد ذكرناه قبل فلابد من ذكر الآثار التي جاءت في سائر هذه الألفاظ وبيان حكمها إن شاء الله عز وجل وههنا أيضا ألفاظ لم يأت في شئ منها أثر عن النبي صلى الله عليه وسلم لا صحيح ولا سقيم ولا عن أحد من الصحابة رضي الله عنهم ولكن جاءت فيها فتاوى مختلفة عن نفر من التابعين فنذكر إن شاء الله عز وجل من ذلك ما يسر الله تعالى لنا ذكره، واما الألفاظ التي لم يأت فيها أثر لا عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من الصحابة رضي الله عنهم ولا عن أحد من التابعين رحمهم الله وإنما جاءت فيها فتاوى عن فقهاء الأمصار بآرائهم فلا معنى للاشتغال بها لأنه لا يستحل تفريق نكاح مسلم وإباحة فرج مسلمة لغير من أباحه الله تعالى له الا مقلد ضال بتقليده مستهلك هالك ونعوذ بالله من الخذلان * 1958 مسألة: في الألفاظ التي جاءت فيها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي ألحقي بأهلك. واعتدى والبتة. والبائن. فاما ألحقي باهلك فكما روينا من طريق البخاري ثنا الحميدي ثنا سفيان الثوري قال: حدثني الزهري أخبرني عروة بن الزبير عن عائشة أم المؤمنين " أن ابنة الجون لما أدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ودنا منها قالت أعوذ بالله منك قال لها لقد عذت بعظيم ألحقي باهلك " * قال أبو محمد: وليس في هذا الخبر حجة لمن ادعى ان ألحقي باهلك لفظ يقع به الطلاق لما رويناه من طريق البخاري نا أبو نعيم هو الفضل بن دكين نا عبد الرحمن بن الغسيل. عن حمزة بن أبي أسيد. عن أبيه أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أوتى بالجونية فأنزلت في بيت أميمة بنت النعمان بن شراحيل في نخل ومعها دابتها فدخل عليه الصلاة والسلام عليها فقال لها هبي لي نفسك قالت وهل تهب الملكة نفسها لسوقة فاهوى ليضع يده عليها لتسكن فقالت أعوذ بالله منك فقال قد عذت بمعاذ ثم خرج فقال يا أبا أسيد اكسها رازقيتين (1) وألحقها باهلها: ومن طريق مسلم حدثني محمد بن سهل نا ابن أبي مريم - هو سعيد - نا محمد - هو ابن مطرف أبو غسان - أخبرني أبو حازم عن سهل بن سعد قال ذكرت لرسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة من العرب فامر أبا أسيد أن يرسل إليها فأرسل إليها فقدمت فنزلت في أجم (2) بنى ساعدة فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما كلمها قالت أعوذ بالله منك قال قد أعذتك منى فقالوا لها أتدرين من هذا قالت لا قالوا هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءك ليخطبك قالت أنا كنت أشقى من ذلك. فهذه كلها أخبار عن قصة واحدة في امرأة واحدة في مقام واحد
(١٨٧)