نا هناد بن السرى نا أبو معاوية عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن جرير بن عبد الله البجلي قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية إلى خثعم فاعتصموا بالسجود فاسرع فيهم القتل فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فامر لهم بنصف العقل وقال: أنا برئ من كل مسلم يقيم بين اظهر المشركين قالوا: يا رسول الله لم؟ قال:
لا تراءى ناراهما (1) * قال أبو محمد رضي الله عنه: لا يصح في هذا الباب شئ غير هذه الأحاديث، وأما حديث اليمان والد حذيفة رضي الله عنهما ففيه زياد بن عبد الله البكائي وليس بالقوى * وأما حديث ملجم بن قدامة وقتله عامر بن الأضبط واعطاء النبي صلى الله عليه وسلم الدية فيه ومنعه من القود ففيه زياد بن ضميرة وهو مجهول بل إنه يصح في حديث ملجم المذكور ما ناه حمام بن أحمد نا عباس بن أصبغ نا محمد بن عبد الملك بن أيمن نا أحمد بن زهير بن حرب نا أبو بكر بن أبي شيبة نا أبو خالد الأحمر عن محمد بن إسحاق عن يزيد بن عبد الله ابن قسيط عن القعقاع عن عبد الله بن أبي حدود قال بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أطم فلقينا عامر بن الأضبط - هو أشجعي - فحيانا بتحية الاسلام فقام إليه الملجم بن جثامة - هو ليثي كناني - فقتله ثم سلبه فلما قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرناه فنزلت: (يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم فتبينوا) * قال أبو محمد رضى عنه: كل هذه الأخبار حجة عليهم لان خالدا لم يقتل بنى جذيمة الا متأولا انهم كفار، ولم يعرف ان قولهم: صبأنا صبأنا اسلام صحيح، وكذلك أسامة بلا شك وحسبك بمراجعته رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك وقوله:
إنما قالها من خوف السلاح وهو والله الثقة الصادق (2) الذي ثبت انه لم يقل الا ما في نفسه، وكذلك السرية التي أسرعت بالقتل في خثعم وهم معتصمون بالسجود وإذ هم متأولون فهم قاتلوا خطأ بلا شك فسقط القود، ثم نظرنا فيهم فوجدناهم كلهم في دار الحرب في قوم عدو (3) لنا فسقطت الدية بنص القرآن ولم يبق الا الكفارة فلا بد من أحد أمرين ضرورة اما أنه عليه الصلاة والسلام أمرهم بها فسكت الراوي