عن ذلك، واما ان الآية التي فيها (وإن كان من قوم عدو لكم وهو مؤمن فتحرير رقبة) لم تكن نزلت بعد فلا شئ عليهم الا الاستغفار والدعاء إلى الله عز وجل فقط، فان قيل: كيف يقول متأولا ورسول الله صلى الله عليه وسلم يبرأ إلى الله تعالى من فعله؟ قلنا: نعم قد برئ رسول الله صلى الله عليه وسلم من كل خطأ خالف الحق ونحن نبرأ إلى الله عز وجل منه وإن كان فاعله مأجورا أجرا واحدا ولم يبرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم من خالد قط إنما برئ من فعله وهكذا نقول نبرأ إلى الله عز وجل من كل تأويل أخطأ فيه المتأول ولا نبرأ من المتأول ولو برئ عليه الصلاة والسلام من خالد لما أمره بعدها فصح قولنا والحمد لله رب العالمين، فان قيل: فما وجه اعطاء رسول الله صلى الله عليه وسلم خثعما نصف الدية؟ قلنا:
فعل ذلك تفضلا وصلة واستئلافا على الاسلام فقط ولو وجبت لهم دية لما منعهم عليه الصلاة والسلام منها وبرة فما فوقها فلما بطل احتجاج الحنيفيين لقولهم الخبيث بهذه الاخبار في اسقاط القود والدية عمن تعمد قتل مسلم يدرى انه مسلم وإن كان ساكنا في أرض الحرب وفى اسقاطهم القود فقط عن المتعمد قتل المسلم في عسكر المسلمين في دار الحرب إذ قد صح انها كلها قتل خطأ لا قتل عمد فظهر فساد قولهم بيقين، فان قيل: فقد برئ عليه الصلاة والسلام من كل مسلم سكن بين أهل دار الحرب قلنا: لو كان هذا مبيحا لتعمد قتله لبطل قولكم في ايجاب الكفارة في ذلك وإنما معناه انه جان على نفسه بذلك فان قتله من لا يدرى انه مسلم فلا قود ولا دية إنما فيه الكفارة فقط بنص القرآن ثم زادوا ضلالا فاحتجوا في ذلك بخبر ساقط موضوع ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا تقطع الأيدي في السفر " فكان هذا عجبا لأنهم أول مخالف لهذا الخبر فيقطعون الأيدي في السفر فلا ندري من أين وقع لهم تخصيص دار الحرب بذلك؟ ثم لو صح لهم ذلك لكان اسقاطهم القود والدية أو القود فقط على ترك قطع الأيدي هوسا ظاهرا وقد أعاذ الله رسوله عليه الصلاة والسلام من أن يريد النهى عن القود والدية في قتل نفس المسلم عمدا في أرض الحرب فيدع ذكر ذلك ويقتصر على النهى عن قطع الأيدي في السفر هذا لا يضيفه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الا كذاب ملعون متعمد للكذب عليه عليه الصلاة والسلام * قال أبو محمد رضي الله عنه: وأما قولنا يقتل قاتل العمد بأي شئ قتل به فإنه قد اختلف الناس في كل ذلك فقالت طائفة كما قلنا كما روينا من طريق أبى بكر ابن أبي شيبة نا حفص - هو ابن غياث - عن أشعث عن الشعبي قال: قال علي بن أبي طالب العمد كله قود * ومن طريق أبى بكر بن أبي شيبة نا عبد الرحيم عن أشعث عن