جريج أخبرني ابن شهاب عن عروة بن الزبير ان عائشة أم المؤمنين أنكرت ذلك على فاطمة بنت قيس نعنى انتقال المطلقة ثلاثا * ومن طريق مالك عن يحيى بن سعيد عن القاسم بن محمد ان يحيى بن سعيد بن العاصي طلق بنت عبد الرحمن بن الحكم فانتقلها عبد الرحمن فأرسلت عائشة إلى مروان بن الحكم - وهو أمير المدينة - اتق الله واردد المرأة إلى بيتها فقال مروان: أو ما بلغك (1) شأن فاطمة بنت قيس فقالت عائشة: لا يضرك ان لا نذكر حديث فاطمة * ومن طريق البخاري نا محمد نا غندر نا شعبة عن عبد الرحمن بن القاسم بن محمد عن أبيه عن عائشة أم المؤمنين انها قالت ما لفاطمة ألا تتقي الله - تعنى في قولها لا سكنى ولا نفقة - * ومن طريق البخاري نا عمرو بن عباس نا ابن مهدي نا سفيان عن عبد الرحمن بن القاسم بن محمد عن أبيه ان عروة قال لعائشة أم المؤمنين: ألم تسمعي في قول فاطمة فقالت اما انه ليس لها خير في ذكر هذا الحديث * ومن طريق إسماعيل بن إسحاق القاضي نا نصر بن علي نا أبى عن هارون عن محمد بن إسحاق قال أحسبه عن محمد بن إبراهيم ان عائشة قالت لفاطمة بنت قيس: إنما أخرجك هذا تعنى اللسان * قال أبو محمد: أما هذا الخبر فساقط لاوجه للاشتغال به لأنه مشكوك في اسناده كما أوردنا ثم منقطع أيضا لم يسمع محمد بن إبراهيم عائشة أم المؤمنين قط فلا يرد الثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثل هذا الا مظلم الجهل أو رقيق الدين ونعوذ بالله من كليهما، ومن طريق إسماعيل بن إسحاق نا أبو ثابت المديني نا ابن وهب نا ابن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه قال: عابت ذلك عائشة أشد العيب وقالت: ان فاطمة كانت في مكان وحش فخيف على ناحيتها فلذلك أرخص لها النبي صلى الله عليه وسلم * قال أبو محمد: وهذا باطل لأنه من رواية ابن أبي الزناد وهو ضعيف أول من ضعفه جدا مالك بن أنس، ومن تأمل هذا الخبر والذي قبله علم أنهما متكاذبان لأنها إن كان اخراجها من أجل لسانها كما في ذلك الخبر فقد بطل هذا الذي فيه انها كان في مكان وحش فخيف على ناحيتها فلذلك ارخص لها النبي صلى الله عليه وسلم إذ لاشك انها إذا كانت بين قوم تؤذيهم بلسانها فليست في مكان وحش أو إذا كانت في مكان وحش يخاف عليها فيه فلا شك انه ليس هنالك قوم تؤذيهم بلسانها فتخرج لذلك ويأبى الله الا فضيحة الكاذبين (فهذا ما تعلقوا به عن عائشة أم المؤمنين) وذكروا ما ناه حمام بن أحمد نا عباس بن أصبغ نا محمد بن عبد الملك بن أيمن نا مطلب نا أبو صالح - هو عبد الله بن صالح - كاتب
(٢٩٤)